الاثنين، 23 فبراير 2009

معاناة الأنصار من الظلم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله

بقلم: صوت الاستقامة (شبكة هجر الثقافية)

مخطط الدراسة:
أولاً - على صعيد الروايات.
ثانياً - ما هو المقصود من (الأَثَرَة) في هذه الروايات؟
ثالثاً – من هم الظالمون الذين مارسوا الاستئثار ضد الأنصار؟
رابعاً – ما هو السبب في معاناة الأنصار وظلامتهم؟
خامساً - مما يرتبط ببحثنا من جهة ما.
خلاصة ما تم تناوله.

أولاً - على صعيد الروايات:
1 - صحيح البخاري 3/80 : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطِعَ مِنْ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ حَتَّى تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَ الَّذِي تُقْطِعُ لَنَا قَالَ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي.
والحديث في مسند الحميدي 2/503 ، وصحيح ابن حبان 16/265.
2 – صحيح البخاري 4/59 - 60 : ... إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَوْضِ قَالَ أَنَسٌ فَلَمْ نَصْبِرْ.
والحديث في مسند أحمد 3/166 ، وفضائل الصحابة للنسائي ص68 – 68 . وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة: ح91 المختصرة.
3 – صحيح البخاري4/177 : ...عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ.
وباللفظ نفسه: صحيح مسلم 6/17 ، ومسند أحمد 1/428 ، وصحيح ابن حبان 10/447.

ثانياً - ما هو المقصود من (الأَثَرَة) في هذه الروايات؟
المقصود بالأثرة: الاستئثار، أي الاستبداد بالشيء . قال العيني في عمدة القاري 15/73 : أراد استقلال الأمراء بالأموال وحرمانكم منها. انتهى
والأثرة هنا هي نوع من أنواع الظلم، وقد أوضح ذلك العيني في عمدة القاري 17/309 ، حيث قال: اصبروا حتى تموتوا فإنكم ستجدونني عند الحوض ، فيحصل لكم الانتصاف ممن ظلمكم ، والثواب الجزيل على الصبر. انتهى ، والعبارة بعينها في فتح الباري لابن حجر 8/42 – 43 .

ثالثاً – من هم الظالمون الذين مارسوا الاستئثار ضد الأنصار؟
يظهر أن معاوية بن أبي سفيان كان من الذين تصدوا لممارسة الظلم ضد الأنصار رحمهم الله، ويدلك على ذلك رواية الحاكم في المستدرك 3/461 ، ففيه: ...عن ابن عباس أن أبا أيوب خالد بن زيد الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل في داره، غزا أرض الروم، فمرَّ على معاوية، فجفاه معاوية، ثم رجع من غزوته، فجفاه ولم يرفع به رأساً . قال أبو أيوب: أن رسول الله صلى الله عليه وآله أنبأنا أنا سنرى بعده أثرة . قال معاوية: فبم أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر، قال: فاصبروا إذاً...!
فالمعاملة الجافية التي مارسها معاوية ضد الصحابي الجليل أبي أيوب، هي في نظر أبي أيوب من نماذج الظلم الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله.
ولا يخفى عليك ما في هذا الخبر من الدلالة على تمادي معاوية في الظلم، بحيث لا يهمه حديث النبي صلى الله عليه وآله، بل كأنما يتهكّم من الأنصار الذين هم في موقف الضعيف المغلوب على أمره؛ فإن أمر النبي لهم بالصبر إنما كان من باب بيان تكليفهم وما يفترض عليهم لصلاحهم في دينهم ودنياهم، وأما أمر الظالم للمظلوم بالصبر، فهو من أبرز مظاهر الاستعلاء والتهكم على المستضعفين..
بل عبارة معاوية ظاهرة في الاستهزاء بحديث النبي صلى الله عليه وآله؛ ولذلك قال ابن أبي الحديد إن جماعة من المعتزلة قالوا بكفر معاوية بسبب استهزائه بهذا الحديث الشريف . انظر: شرح نهج البلاغة 6/32 .
وثمة رواية أخرى ترتبط بالأثرة على الأنصار ودور معاوية في ذلك، وهي الرواية التي يذكرها ابن عبد البر في الاستيعاب 3/1421 ، ونصها:
عن عبد الله بن محمد بن عقيل أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري، فقال له معاوية: يا أبا قتادة! تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار، ما منعكم؟ قال: لم يكن معنا دوابّ، قال معاوية: فأين النواضح؟ قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، قال: نعم يا أبا قتادة. قال أبو قتادة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إنا نرى بعده أثرةً. قال معاوية: فما أمركم عند ذلك؟ قال: أمرنا بالصبر. قال: فاصبروا حتى تلقوه. قال: فقال عبد الرحمن ابن حسان حين بلغه ذلك:
ألا أبلغ معاوية بن صخر
أمير المؤمنين نثا كلامي
فإنا صابرون ومنظروكم
إلى يوم التغابن والخصام

نثا كلامي: أي ما أخبرتُ من كلامي. والنواضح: الإبل التي يستقى عليها الماء.
وفي تفسير الكشاف للزمخشري بتفسير سور يونس، الآية 109 : أمير الظالمين، مكان أمير المؤمنين. وذكر الرافعي أن اللفظ الثاني هو ما في مسند ابن راهويه. وهو نفس ما ذكره ابن حجر في الكاف الشاف.
أقول: إلاّ أن لفظ أمير الظالمين أنسب بقرينة جو النص، وكون الأثرة من مصاديق الظلم.
فالقدر المتيقَّن أن معاوية وبني أمية هم أظهر مصداق لظالمي الأنصار رضي الله عنهم.
إلاّ أن مطالعة كلام الباحث السعودي المعاصر الدكتور حسن فرحان المالكي في كتاب قراءة في كتب العقائد ص46 ، قد تضيف إلى معلوماتنا رصيداً آخر، حيث يقول ما نصه:
(بل تبين أن معظم الأنصار كانوا يميلون مع عليّ أكثر من ميلهم مع أبي بكر رضي الله عنهما، لكن السبب في بيعتهم أبا بكر وتركهم علياً أن علياً لم يكن موجوداً في السقيفة أثناء المجادلة والمناظرة مع الأنصار، وربما لو كان موجوداً لتمّ له الأمر ؛ لأن بعض الأنصار لما رأوا أن الأمر سينصرف عن سعد بن عبادة هتفوا باسم علي في السقيفة...) .
ثم يقول المالكي معلقاً في حاشية ص46 – 47 ما نصه:
(وقد كان بين علي والأنصار محبة عظيمة، وكان علي على علاقة كبيرة بِهم، وولى جمعاً من فضلائهم أيام خلافته، فولى سهل بن حنيف (بدري) على الشام، وقيس بن سعد (بدري) على مصر، وعثمان بن حنيف (أحدي) على البصرة، وقرظة بن كعب (أحدي) على الكوفة، وأبا أيوب الأنصاري (بدري) على المدينة، والنعمان بن عجلان (بدري) على البحرين، وأبا قتادة الأنصاري (بدري) على مكة، وهؤلاء من كبار الأنصار، بينما لم يجد الأنصار فرصتهم في عهد أبي بكر وعمر وعثمان؛ إذ كانت الولايات في أيدي القرشيين في الغالب (وهذا أمر يدعو للدراسة لمعرفة الأسباب) . ثم كان الأنصار مع علي في خلافته، ووجدوا بعده ظلماً وأثرة من بني أمية، حتى كان الأخطل النصراني يهجوهم عند معاوية وابنه يزيد) . انتهى
فهذه المعلومات تجعلنا نُرجع تاريخ الأثرة والاستبداد ضد الأنصار إلى عهد المؤسسين لحكومة معاوية، ونضم أبا بكر وعمر وعثمان إلى الذين مارسوا الاستبداد ضد الأنصار.
ثمَّ إنّ مما يرتبط ببحثنا هذا: حديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله، صريح في أن مبغض الأنصار منافق، وذلك في صحيح البخاري 4/223 ، بما نصه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الأنصار لا يحبهم إلاّ مؤمنٌ، ولا يبغضهم إلاّ منافقٌ، فمن أحبَّهم أحبَّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله. انتهى ، وبمثل لفظه: صحيح مسلم 1/60 ، وغيرهما.
ومن الغني عن البيان أن من يظلم الأنصار فهو يجسد بغضه لهم، ولو كان في قلب ظالمهم ذرة محبة لهم، لامتنع من ظلمهم، ولأكرمهم بما يتناسب مع مكانتهم في قلبه.
ويبدو أن هذه القاعدة النبوية الشريفة، أي أن حب الأنصار علامة الأيمان، وبغضهم علامة النفاق، قد أوقعت شيعة معاوية وأمثاله في مأزق، فذهبوا يُؤوّلون هذا الحديث بقولهم إنّ المراد هو البغض بسبب نصرتهم للنبي..! وهذا تفسير سقيم؛ لأن النبي لم يقل: من أبغضهم بهذا النحو الخاص فهو منافق، بل جعل مجرد البغض لهم دليلاً على النفاق، وكذلك لم يقل من أبغضهم بسبب بغضه لي، بل قال من أبغضهم أبغضه الله، فجعل مجرد البغض علامة لبغض الله. ويؤيِّده ما ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10/39 ، حيث قال ما نصه: عن معاوية بن أبي سفيان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير النعمان بن مرة وهو ثقة.
وهي رواية الطبراني في المعجم الكبير 19/341 .
وظلم معاوية للأنصار بعد روايته هذا الخبر، دليل على أنه لا يؤمن بكلام النبي صلى الله عليه وآله، وإلا كيف يروي الحديث النبوي ثم يخالفه بنفسه. وهذا ما يؤكد صحة ما اختاره جماعة من علماء المعتزلة فيما حكاه ابن أبي الحديد، وقد ذكرناه فيما تقدم.
وللطبراني رواية أخرى بنفس اللفظ عن أبي هريرة في المعجم الأوسط 1/229 .
أقول: فالقاعدة ليست: (من أبغضهم ببغضي فهو مبغض بما يستوجب الذم) ، بل القاعدة: (أن المبغض لهم إنما يبغضهم لبغضه النبي) ، فبغضهم علامةُ بغض النبي، وهذا معناه أن مجرد البغض للأنصار يعني النفاق والكفر.
وبعبارة أخرى: إن الكاشفية ليست مجعولة لبغض الأنصار بقيد بغض النبي، بمعنى أن يكون بغض النبي جزءاً من الكاشف، بل الكاشفية مجعولة لبغض الأنصار بمفرده، فبغض النبي مدلول عليه، وليس جزءاً من الدال. ومعنى هذا: أن مجرد المبغض منافق كافر.

رابعاً – ما هو السبب في معاناة الأنصار وظلامتهم؟
قد يكون السبب – وهو القدر المتيقن – يكمن في عدم إيمان من آذوهم؛ فكأن هناك علاقة عضوية بين عدم الإيمان وظلم الأنصار، وهو ما يمكن إفادته من حديث النبي (ص) الذي هو صريح في أن مبغضهم منافقٌ.
وقد يكون السبب هو موقف الأنصار في التزامهم بمحبة أهل البيت عليهم السلام، وخصوصاً في حرب الإمام علي مع معاوية، حيث وقفوا موقفاً مشرِّفاً، ورفضوا ولاية معاوية، كما رفضوا فيما بعد ولاية ابنه يزيد لعنه الله.
وبعبارة أخرى: استقامة الأنصار على محبة أهل البيت عليهم السلام.
ويمكننا قراءة ملامح ذلك في عدّة أمور:
الأمر الأول: موقف الأنصار في سقيفة بني ساعدة.
الأمر الثاني: موقف أبي أيوب الأنصار من حديث الغدير وولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام.
الأمر الثالث: موقف الأنصار المؤازر للإمام علي في مُجابَهته لمعاوية.

أما الأمر الأول، وهو موقف الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فملخصه: اجتماع الأنصار في السقيفة ليختاروا بأنفسهم زعيماً منهم، يتصدى لإدارة الدولة الإسلامية، وذلك من غير مشورة، بل ولا إشعار للمهاجرين، إلا أن الخبر تسرّب إلى أبي بكر وعمر، فسارعا هما ومجموعة من الصحابة القرشيين إلى السقيفة؛ ليقفوا دون نجاح مخطط الأنصار؛ لأن نجاحه كان يعني سحب البساط من تحت أقدام الحزب القرشي.. ومن يراجع الكلمات التي نطق بها الأنصار في السقيفة، يستطيع أن يدرك بسهولة مدى امتعاض الأنصار من الحزب القرشي، فمن العبارات التي استُعملت من قبل الأنصار في السقيفة وما بعد السقيفة:
1 – (أنتم يا معشر قريش رهط بيننا، وقد دفت إلينا دافة من قومكم، فإذا هم يريدون أن يغصبونا الأمر) . انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير. وفي نص صحيح البخاري: (أنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر) . وهي عبارات قالها خطيب الأنصار في السقيفة.
2 – (استبدوا بِهذا الأمر دون الناس، فإنه لكم دونهم) . انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير . والمتكلم بهذا هو الصحابي الأنصاري سعد بن عبادة.
3 – (فإن أبوا عليكم ما سألتموه فأجلوهم عن هذه البلاد) . انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير . والمتكلم بهذا الصحابي الأنصاري الحباب بن المنذر في السقيفة، والعبارة التي تلي، هي من تتمّة كلامه.
4 – (وَإِنْ شِئْتُمْ كَرَّرْنَاهَا خُدْعَة) ، أَيْ أَعَدْنَا الْحَرْب . انظُر: فتح الباري . وفي لفظ المصنف لعبد الرزاق الصنعاني: (...يا معشر قريش ! وإلا أجلبنا الحرب فيما بيننا وبينكم جذعاً) . وفي لفظ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: (يا معشر قريش إن شئتم أعدنا الحرب جذعة) . 
5 – (لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي، وأخضب سنان رمحي، وأضرب بسيفي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني، ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي) . انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري . والمتكلم بهذه العبارة هو سعد بن عبادة بعد أحداث السقيفة، حيث طلبوا منه أن يبايع، فعبر عن رفضه بهذه العبارات.
ويظهر أن مبايعة الأوس لأبي بكر، إنما كانت عن حسد للخزرج عن أن ينفردوا بالأمر؛ نظراً إلى أن المرشح للإمامة كان خزرجياً، وهو سعد بن عبادة. تدلك على ذلك عبارات مذكورة في كتب التاريخ، منها كتاب الكامل لابن الأثير... وغيره ، فراجع.
ويظهر أن معارضة الخزرج، كانت بدرجة من الشدة، بحيث نشب الشجار والاشتباك بالأيدي بين المهاجرين والأوسيين من جهة، وبين الخزرجيين من جهة أخرى. والدليل عليه قول عمر بن الخطاب – كما هي عبارة صحيح البخاري - : (وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ) .
فتلخص أن سبب الظلامة التي عاشها الأنصار، قد يكون راجعاً إلى موقفهم المضاد للحزب القرشي في السقيفة ومسألة الزعامة السياسية.
وبناء على هذا السبب، سوف نكون مطالبين بتعميم الموقف السلبي ضد الأنصار على جميع الحزب القرشي الذي تولى الزعامة السياسية، أي بدءاً من أبي بكر نفسه. 
إلاّ أننا لا نملك أن نقول إن جميع الأنصار كانوا على رؤية واحدة في مسألة الإمامة؛ لأننا سنقرأ في الأمر الثاني (الذي يلي) أنَّ من الأنصار من كان في أعلى درجات الوفاء والموالاة للإمام علي عليه السلام.. وربما كان ذلك الإصرار من قبل الأنصار بهدف تسليم الأمر إلى علي عليه السلام في النهاية، فقد كان إصرارهم ونزاعهم مع الحزب القرشي، يرمي إلى تمهيد الأمر للإمام علي ليس إلاّ.. هذا احتمال مطروح، ولا ينبغي إغفالُه. وقد قرأنا الدلالة على ذلك في كلام الدكتور حسن فرحان المالكي فيما مر، وندعمه برواية تاريخ الطبري (2/443) التي جاء فيها في ذكر مجريات السقيفة:
(...فقالت الأنصار أو بعض الأنصار: لا نبايع إلا علياً) .
وأما ما يظهر من ترشيحهم لسعد بن عبادة، فقد يكون من باب الحؤول دون الانقلاب السياسي الذي يخطط له الحزب القرشي، وتأمين زعامة أنصارية مؤقتة، يمكنها الوقوف في وجه المخطط القرشي الذي يعرف الأنصار من قبل أنه يرمي إلى قلب الأمور على أهل البيت، وفيما بعد اضطهاد الأنصار.
هذا على مستوى هذا الأمر.
وأما الأمر الثاني، أي أن يكون السبب في معاناة الأنصار هو موقفهم من ولاية الإمام علي عليه السلام، فهو يتجلى في موقف للأنصار بزعامة أبي أيوب الأنصاري، وذلك في رواية مسند أحمد التي جاء فيها أنَّ أبا أيوب الأنصاري (رضي الله عنه) ـ وهو صحابي جليل ـ ورفقته من الأنصار فهموا من هذا الحديث أنَّهم وغيرهم من عليٍّ عليه السلام بمنزلة العبد من مولاه . فسلَّموا عليه بقولهم: (السلام عليك يا مولانا) ، فسألهم عليه السلام: (كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟) أي أنَّكم أحرارٌ فكيف أكون لكم مولًى . فأجابوا بحديث الغدير، ليقولوا بذلك إنهم ليسوا عبيدًا من حيث الأسر والسبي ، ولكنهم عبيدٌ لعليٍّ عليه السلام وهو مولاهم بحكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.. هذا الحكم الثابت بحديث الغدير . وهذه العبودية ليست عبوديةَ الرِّقِّ ، ولكنَّها عُبوديَّة الطَّاعة والانقياد لحكم الله تعالى.
والرواية أخرجها أحمد بن حنبل في المسند (5/419) . وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد (9/103 ـ 104) وقال: رواه أحمد والطبراني.. ، ثم قال : ورجال أحمد ثقات . وقالت أم شعيب الوادعية في الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة، ص59 : هذا حديث حسن ، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (ج2 ص572) ، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1355) . انتهى ما أفادته أمُّ شعيب . أقول : الصواب أنَّه صحيح ، فرجاله جميعًا ثقات كما قال الحافظ الهيثمي .
وهذه الرواية كفيلة بتصوير الحالة الإيمانية التي كانت تسود مجتمع الأنصار، وأنهم كانوا من صفة شيعة أهل البيت عليهم السلام، وأنهم كانوا من المعتقدين بإمامة علي عليه السلام بالمعنى الذي يتنافى مع الرؤية التي طرحها الحزب القرشي.
وما نقلناه آنفاً من تاريخ الطبري من هتاف الأنصار باسم علي - عليه السلام - في السقيفة، يؤكد التزام الأنصار، أو شريحة واسعة منهم، بخط ولاية الإمام علي عليه السلام.
فمن الطبيعي أن يكون الأنصار محسوبين على حزب المعارضة، ومن المعلوم أن أحزاب المعارضة لا تهنأ بالعيش في ظل الحكومات الجائرة.
أما الأمر الثالث، أي أن يكون سبب المعاناة التي لقيها الأنصار، هو مؤازرتهم للإمام علي في حربه ضد معاوية، فهو أمرٌ تشهد له المصادر التاريخية؛ باعتبار أن الأنصار كانوا يمثلون شريحة واسعة في جيش الإمام علي عليه السلام.
فإننا نقرأ في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم، ص448 ، أنه لم يكن مع معاوية من الأنصار إلا رجلان: النعمان بن بشير، وسلمة.
كما أننا نقرأ في المصدر نفسه قول النعمان بن بشر مخاطباً لقيس بن سعد والأنصار الذين هم في جيش علي عليه السلام:
(ألستم معشر الأنصار ، تعلمون أنكم أخطأتم في خذل عثمان يوم الدار ، وقتلتم أنصاره يوم الجمل وأقحمتم خيولكم على أهل الشام بصفين ، فلو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم علياً ، لكانت واحدة بواحدة ، ولكنكم خذلتم حقاً ونصرتم باطلاً ، ثم لم ترضوا أن تكونوا كالناس حتى أعلمتم في الحرب ودعوتم إلى البراز ، ثم لم ينزل بعلي أمر قط إلا هونتم عليه المصيبة ، ووعدتموه الظفر . وقد أخذت الحرب منا ومنكم ما قد رأيتم . فاتقوا الله في البقية) .
وقريب منه ما في كتاب الفتوح لابن أعثم 3/167 .
فهذا النص التاريخي صريح في الدور الأساس الذي لعبه الأنصار في تلك الأحداث لصالح الإمام علي عليه السلام، وعلى حساب الحزب القرشي..
وثمة كلام آخر على لسان معاوية يرويه نصرٌ وعنه ابن أبي الحديد في شرح النهج 8/84 ، حيث يقول معاوية مشتكياً من بأس الأنصار:
(...لقد غمني ما لقيت من الأوس والخزرج ، واضعي سيوفهم على عواتقهم يدعون إلى النزال ، حتى لقد جبَّنوا أصحابي ، الشجاع منهم والجبان ، وحتى والله ما أسأل عن فارس من أهل الشام إلا قيل قتله الأنصار ، أما والله لألقينهم بحدي وحديدي...) إلخ
وممن تيسّر لي الاطلاع على أسمائهم من الصحابة من الأنصار الذين أزروا الإمام علياً عليه السلام في حربه ضد معاوية:
أسيد بن ثعلبة الأنصاري، شهد بدراً، وثابت بن عبيد الأنصاري، شهد بدراً، وجابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري، قال بعضهم: شهد بدراً، وجبلة بن عمرو الأنصاري، كان فاضلاً من فقهاء الصحابة، والحارث بن حاطب بن عمرو الأنصاري، شهد بدراً، وحجاج بن عمرو بن غزية بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، وخزيمة بن ثابت الأنصاري (ذو الشهادتين) شهد بدراً والمشاهد كلها، واستشهد في صفين، ورافع بن خديج بن رافع الأنصاري، شهد أحداً والخندق وغيرهما، وسعد بن الحارث بن الصمة الأنصاري الخزرجي، وسعد بن عمرو الأنصاري، وسهل بن حنيف الأنصاري الأوسي، شهد بدراً والمشاهد كلها، وعبد الرحمن بن خراش الأنصاري، يكنى أبا ليلى، وعبد الله بن عتيك الأنصاري، وعبد الله بن يزيد بن حصن الأنصاري الأوسي، والعلاء بن عمرو الأنصاري، وعمرو بن بلال بن بليل. وقيل: عمرو بن عمير، أبو ليلى الأنصاري. وشهد أحداً وما بعدها، والفاكه بن سعد بن جبير بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الأوسي، وقيس بن قيس الأنصاري، وكرامة بن ثابت الأنصاري، وأبو اليسر كعب بن عمرو بن عناد الأنصاري، شهد العقبة وبدراً، ومسعود بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري، شهد بدراً، و وداعة بن أبي زيد الأنصاري، ويزيد بن حوثرة الأنصاري، ويزيد بن طعمة بن جارية بن لوذان الخطمي الأنصاري، وأَبو فُضَالة الأَنصاري، شهد بدراً، وهو ممن استشهد في صفين، وأبو الورد المازني الأنصاري.
هذا ما تيسر العثور عليه عبر البحث الالكتروني في البرامج الحاسوبية، في أكثر من مصدر من قبيل الاستيعاب لابن عبد البر، وأسد الغابة لابن الأثير، والإصابة لابن حجر... وغيرها. ولعل ما فاتنا أكثر، ثم إن أسماء الصحابة بأكملهم ليست مضبوطة في المصادر التاريخية، فالله أعلم بالعدد الحقيقي للمشاركين من الأنصار، وكذا المهاجرين، مع أمير المؤمنين علي عليه السلام في جهادة للفئة الباغية التي تدعو إلى نار جهنم كما جاء في الحديث الصحيح عند أهل السنة.

خامساً - مما يرتبط ببحثنا من جهة ما:
لقد ورد في النصوص التاريخية أن أهل البيت كانوا أيضاً يعانون من معاملة سلبية من قبل الحزب القرشي، فمن ذلك الرواية التي رواها أحمد بن حنبل في مسنده، قال:
حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ فَإِذَا رَأَوْنَا سَكَتُوا فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي.
فأقرباء النبي – إذاً – كانوا يعانون من أنصاف المسلمين (حزب قريش) في حياة النبي صلى الله عليه وآله.
وروى الحاكم (ت 405 هـ ) في المستدرك (3/150 ) برقم (4676/274 ) دار الكتب العلمية ـ بيروت : ( ... عن علي (رض ) قال : إنَّ ممَّا عهد إليَّ النبي (ص ) أنَّ الأمَّة ستغدر بي بعده ) . وصححه الحاكم، ووافقه الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك. ورواه الحاكم ثانية (من طريق أخرى) في (3/153 ) برقم (4686/284 ) بلفظ: ( ... ، حيَّان الأسدي سمعت علياً يقول : قال لي رسول الله (ص ) : إنَّ الأمَّة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملَّتي وتقتل على سنَّتي ، من أحبَّك أحبَّني ومن أبغضك أبغضني وإنَّ هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه ) . وصرح الحاكم بصحته، ووافقه الذهبي. وتجده في طبعة دار المعرفة – بيروت، في (3/140 ، 142 ) .
فالنبي صلى الله عليه وآله – كما أخبر بمعاناة الأنصار – أخبر بمعاناة سيد أهل البيت بعده، أي الإمام علي عليه السلام.
ومما يرتبط بمعاناة الإمام علي: قوله – صلى الله عليه وآله وسلم – لعليٍّ: (أما إنَّك ستلقى بعدي جهداً ) . أخرجه الحاكم في المستدرك (3/151 ) برقم (4677/ 275 ) دار الكتب العلمية – بيروت. وفي طبعة دار المعرفة (3/140 ) . وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الحافظ الذهبي في التلخيص. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/503 ) دار الفكر – بيروت . وفي طبعة مكتبة الرشد – الرياض: (6/372 ) .
وكذا قوله – صلى الله عليه وآله وسلم – لعليٍّ: (ضغائن في صدور أقوام، لا يبدونَها لك إلاَّ من بعدي ) . أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/427 ) ، والطبراني في المعجم الكبير (11/61 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/322 ) ... وغيرها.

خلاصة ما تم تناوله فيما سبق:
1 . لقد أخبر النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – الأنصار بأنهم سيعانون من الاستبداد، وأوصاهم بالصبر.
2 . هذا وإنه قد ورد عن النبي – صلى الله عليه وآله – بأن مبغض الأنصار إنما يبغضهم انطلاقاً من بغض النبي، ومن أبغضهم فهو منافق.
3 . يمكننا أن نقرأ ملامح معاناة الأنصار وظلامتهم في التاريخ، ونجد أن معاوية وبني أمية هم القدر المتيقن ممن مارس الاستبداد ضد الأنصار.
4 . يمكننا أن نُرجع المعاناة التي لقيها الأنصار إلى استقامتهم والتزامهم بولاية الإمام علي، وهو ما يمكن أن نقرأ ملامحه في ثلاثة أمور:
الأمر الأول: موقفهم في السقيفة ، حيث جابهوا الحزب القرشي بكل صلابة.
الأمر الثاني: موقفهم من ولاية الإمام علي وحديث الغدير.
الأمر الثالث: موقفهم المؤازر للإمام علي في حربه ضد معاوية.
وبناء على الأمر الأول سيكون الممهدون لخلافة معاوية، أي بدءاً من أبي بكر، شركاء له في الاستبداد على الأنصار.
5 . وفي النصوص والتاريخ دلالة واضحة على أن الأنصار لم يكونوا الوحيدين الذين عانوا من الاستبداد، بل شاركهم أهل البيت عليهم السلام، وفي مُقدّمتهم الإمامُ عليّ عليه السلام.

والحمد لله أولاً وآخراً
رابط الموضوع /

الأحد، 22 فبراير 2009

كشف كذب محمد حسان في كتاب الفتنة بين الصحابة

كتب العضو nawaF_1100 في شبكة هجر الثقافية :

قال الشيخ محمد حسان في كتابه ( الفتنة بين الصحابة ) : روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن عليا قام يردد يوم الجمل : اللهم ليس هذا اردت ، اللهم ليس هذا أردت . انتهى . 

وسنده عند ابن أبي شيبة كالتالي : حدثنا المحاربي عن ليث قال حدثني حبيب بن أبي ثابت أن عليا قال يوم الجمل :

وهذا الكلام كذب لأمرين :
1- ليث وهو ابن أبي سليم ضعيف .
2- وحبيب بن أبي ثابت لم يدرك الإمام علي عليه السلام 
.
http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402970671

الأحد، 15 فبراير 2009

صحابة ولكن .. مخنثون

كتب العضو (حسن العلوي) في شبكة هجر الثقافية :

تراجم الصحابة المخنثين !! مخنثين جدد ؟ هدية لعباد الصحابة

هؤلاء الصحابة المخنثين عثرت على تراجمهم من كتب تراجم الصحابة وغيرها ، ولقد كثر عددهم بشكل ملحوظ وملفت للأنظار ، حتى طردهم النبي (ص) ونفاهم وابعدهم 
ومن المعلوم أنّ المخنث غير الخنثى 
إذ الخنثى : هو الذي خلقه الله بآلتين الذكورة والأنوثة .
والمخنث : هو الذي يتشبه بالنساء في كلامه وحركاته واخلاقه . 
والرسول (ص) لعن المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال .
ونقول لأهل سنة الجماعة هل هؤلاء عدول أم لا ؟ 
وهل إذا اقتديتم بهم تكونوا على هدىً ونور باعتبار انكم تروون : اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ؟ 
وهل لعن الرسول (ص) لهؤلاء المخنثين مدح لهم ، كما جعلتم " لا اشبع الله بطن معاوية " مدحاً له ؟
وهل الله تعالى راض عن هؤلاء المخنثين أيضاً ؟ 
ومن الملفت ايضا أنّ أسماء هؤلاء غريبة ومخنثة ايضاً وهم : 

1- انة 
2- انجشة 
3- بنون 
4- هيت 
5- هدم 
6- ماتع 
7- مانع 
8- صحابي اخر ( بدون اسم ) نفاه النبي (ص) الى النقيع . بالنون 


*** الصحابي أنُّة المخنث ***

قال ابن حجر في الاصابة :

(( أنة المخنث : ذكره الباوردي وأخرج من طريق إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص قال قالت عائشة لمخنث كان بالمدينة يقال له أنه إلا تدلنا على امرأة نخطبها على عبد الرحمن بن أبي بكر قال: بلى فوصف امرأة إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أنه أخرج من المديتة إلى حمراء الأسد فليكن بها منزلك ولا تدخلن المدينة إلا أن يكون للناس عيد .))[1]


*** الصحابي انجشة المخنث ***


قال ابن حجر في الإصابة :

(( أنجشة الأسود الحادي: كان حسن الصوت بالحداء وقال البلاذري كان حبشيا يكنى أبا مارية روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال كان أنجشة يحدو بالنساء وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال فإذا اعنقت الإبل قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير ورواه الشيخان مختصراً. من طريق حماد بن زيد عن ثابت عن أنس ومن طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس ورواه مسلم من طريق سليمان بن طرخان التميمي عن أنس قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له أنجشة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم رويداً " سوقك بالقوارير " .
قال ابن منده: هو مشهور عن سليمان ومن طريق أبي قلابة عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يال له أنجشة يحدو.
ومن طريق قتادة عن أنس: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد حسن الصوت.
وروى النسائي: من طريق زهير عن سليمان التيمى عن أنس عن أمه أنها كانت مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وسواق يسوق بهن فذكره. )) 
ووقع في حديث واثلة بن الأسقع أن أنجشة كان من المخنثين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرج الطبراني بسند لين من طريق عنبسة بن سعيد عن حماد مولى بني أمية عن جناح عن واثلة بن الأسقع قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين وقال أخرجوهم من بيوتكم وأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أنجشة وأخرج عمر فلاناً.)) [2]


*** الصحابي بنون المخنث ***


قال الحافظ في مقدمة الفتح : 

((حديث بن عباس في المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلانا وأخرج عمر فلانا تقدم عند المؤلف أن المخنث الذي أخرجه النبي صلى الله عليه وسلم هو هيت وقيل مانع وقيل إنه بنون مشددة بعدها هاء تأنيث وأما الذي أخرجه عمر فهو ماتع وهو بتاء مثناة فوق وقيل هدم ووقع في رواية أبي ذر الهروي فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلانة فإن كان محفوظا فيكشف عن اسمها وفي الطبراني من حديث واثلة نحو حديث بن عباس وفيه أنه صلى الله عليه وسلم أخرج أنجشة وهو في فوائد تمام أيضا حديث أم سلمة فقال مخنث لعبد الله أخي أم سلمة إن فتح عليكم الطائف فإني أدلك على بنت غيلان تقدم أن المخنث هيت . ))[3]


*** الصحابي هيت المخنث ***


قال ابن حجر في الإصابة :

(( هيت المخنث : 
وقع ذكره في صحيح البخاري من طريق سفيان بن عتبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي مخنث فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية: إن فتح الله عليكم الطائف فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يدخل عليكم هذا . قال سفيان: قال بن جريج: اسم المخنث هيت. والحديث عند مسلم وأبي داود والنسائي دون تسميته .
وقد أخرج عبد الملك بن حبيب في الواضحة عن حبيب كاتب مالك قال: قلت لمالك: إن سفيان زاد في حديث بنت غيلان أن مخنثاً يقال له هيت فقال مالك: صدق وهو كذلك وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم غربه إلى الحمى.
قال أبو عمر في التمهيد: هذا غير معروف عن سفيان وانما ذكره سفيان عن بن جريج وأخرج الجوزجاني في تاريخه من طريق الأوزاعي عن الزهري عن علي بن حسين كان مخنث يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يقال له هيت.
وكذا أخرجه أبو يعلى من طريق يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة فذكر أصل القصة وفيها: إن هيتاً كان يدخل وهو في الصحيح من طريق معمر عن الزهري دون تسميته.
وأخرج المستغفري من طريق داود بن بكر عن بن المنكدر - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفى هيتاً في كلمتين تكلم بهما تشبه كلام النساء: قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: إذا فتحتم الطائف غداً فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " لا تدخلوهم بيوتكم... " الحديث.
وأخرج بن أبي شيبة وأحمد بن إبراهيم الدورقي في مسنديهما من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه - أنه خطب امرأة بمكة فقال: من يخبرني عنها؟ فقال رجل مخنث يقال له هيت: أنا أنعتها لك هي إذا أقبلت أقبلت تمشي على اثنتين وإذا أدبرت ولت تمشي على أربع فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ما أرى إلا منكراً وما أراه إلا يعرف النساء " وكان يدخل على سودة فنهاها أن يدخل عليها فلما قدم المدينة نفاه فكان كذلك إلى إمرة عمر فجهد فكان يرخص له أن يدخل المدينة فيتصدق عليه يوم الجمعة.
وذكر بن وهب في جامعه عمن سمع أبا معشر قال: أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فغرب إلى عير جبل بالمدينة عند ذي الحليفة فشفع له ناس من الصحابة فقالوا: إنه يموت جوعاً فأذن له يدخل كل جمعة فيستطعم ثم يلحق بمكانه فلم يزل هناك حتى مات.
وقد تقدم في ترجمة مانع شيء من خبره.
وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي: كان بالمدينة ثلاثة من المخنثين يدخلون في النساء فلا يحجبون: هيت: وهدم ومانع. ))[4]

ابن الأثير في اسد الغابة :

((هيت المخنث ، الذي كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: اسمه ماتع.
أورده جعفر في الصحابة، وهو الذي قال لعبد الله بن أبي أمية: إذا فتحتم الطائف فعليك بابنة غيلان.
أخبرنا يحيى بن محمود وأبو ياسر بن أبي حبة بإسنادهما إلى مسلم بن الحجاج قال: حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث، فكانوا يعدونه من غير أولى الإربة من الرجال، قالت: فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند بعض نسائه، وهو ينعت امرأة فقال: إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أرى هذا يعرف ما ها هنا ؟ لا يدخلن عليكن. قالت: فحجبوه.
وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه إلى البيداء، وكان يدخل كل جمعة يستطعم ويرجع.
أخرجه أبو موسى .))[5]


*** الصحابي هدم المخنث ***


قال ابن حجر في الاصابة :

(( هدم المخنث: يأتي ذكره مع هيت. ))[6]

وقال في ترجمة هيت :

((وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي: كان بالمدينة ثلاثة من المخنثين يدخلون في النساء فلا يحجبون: هيت: وهدم ومانع.)) [7]


*** الصحابي ماتع المخنث ***


وهو الصحابي الذي اخرجه عمر بن الخطاب من بيته !! قاله الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح [8]

وقال ابن حجر في الإصابة :

((ماتع : ذكر الواقدي انه مولى فاختة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وانه كان هو وهيت في بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانه قال لعائشة لما سمعها تطلب امرأة تخطبها لعبد الرحمن بن أبي بكر أخيها عليك بفلانة فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان فسمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنفاه إلى الحمى فاستمر على ذلك إلى خلافة عمر قلت وذكر بن إسحاق في المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي انه هو الذي قال في بنت غيلان تقبل بأربع وتدبر بثمان والمعروف أن الذي قال ذلك هو هيت وهو في صحيح البخاري عن بن جريج كما سيأتي في ترجمته وذكر بن وهب في جامعه عن الحارث بن عبد الرحمن عن بن أبي ذئب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن مخنثين كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقال لأحدهما هيت وللآخر ماتع فهلك ماتع وبقي هيت بعد قال بن وهب وحدثني من سمع أبا معشر يقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر به فضرب فذكر الحديث وسيأتي في ترجمة هيت . ))[9]

قال ابن الاثير في اسد الغابة : 

(( ماتع: أورده جعفر أيضاً، وروى بإسناده عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الطائف مولى لخالته فاختة بنت عمرو بن عائذ بن مخزوم، مخنث، يقال له: ماتع، يدخل على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون في بيوته ، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يفطن لشيء من أمر النساء مما يفطن له الرجال، ولا يرى أن له في ذلك إربة ، فسمعه يقول لخالد بن الوليد المخزومي: يا خالد، إن فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف لا تفلتن منك بادية بنت غيلان بن سلمة، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منه: لا أرى هذا الخبيث يفطن لما أسمع منه ! ثم قال لنسائه: لا يدخل هذا عليكن.
وروي أن المخنث قال هذا القول لعبد الله بن أبي أمية، أخي أم سلمة.
وروى محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم: أن أبا بكر نفى ماتعاً المخنث إلى فدك، ولم يكن بها أحد من المسلمين.
أخرجه أبو موسى . ))[10]



*** الصحابي مانع المخنث ***


تقدم في عبارة ابن حجر انه مخنث قيل انه اخرجه الرسول (ص) ، ولعله تصحيف ماتع . والله اعلم 


*** الصحابي المخنث الذي نفاه النبي (ص) الى النقيع ***


هذا الصحابي المخنث غير كل الذين تقدموا ، نوعية جديدة . نفاه النبي (ص) الى النقيع . وهي ناحية من المدينة وليست بالبقيع 
ذكر ابن حجر في فتح الباري :

((وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيق أَبِي هَاشِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَّبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَقَالُوا : مَا بَال هَذَا ؟ قِيلَ يَتَشَبَّه بِالنِّسَاءِ ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إِلَى النَّقِيع " يَعْنِي بِالنُّونِ وَاَللَّه أَعْلَمُ .))[11]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


[1] الإصابة ج1 ص135 رقم 288 تحقيق علي محمد البجاوي 

[2] الإصابة ج1 ص119 رقم 261 

[3] فتح الباري ج1 ص407 تحقيق عبد العزيز بن باز ، دار التقوى 

[4] الإصابة ج6 ص563 رقم 9026 

[5] اسد الغابة ج 5 ص75 دار احياء التراث العربي 

[6] الإصابة ج6 ص532 رقم 8949 

[7] الإصابة ج6 ص565 

[8] فتح الباري ج1 ص407 تحقيق عبد العزيز بن باز 

[9] الإصابة ج5 ص702 رقم 7588 

[10] اسد الغابة ج4 ص268 

[11] فتح الباري ج12 ص179 كتاب الحدود باب نفي أهل المعاصي والمخنثين ، تحقيق عبد العزيز بن باز .


ثم أضاف في مداخلة أخرى :

كامل في التاريخ ج1
.. وهذه بادية بنت غيلان قال فيها هيت المخنث لعبد الله بن أبي أمية‏:‏ إن فتح الله عيكم الطائف فسل رسول الله أن ينفلك بادية بنت غيلان فإنها هيفاء شموعٌ نجلاء إن تكلمت تغنت وإن قامت تثنت وإن مشت ارتجت وإن قعدت تبنت تقبل بأربع وتدبر بثمان بثغر كالأقحوان بين رجليها كالقعب المكفأ‏. 
http://www.al-eman.com/islamLib/view...25&SW=مخنث#SR1



مختصر بن كثير – سورة النور 
وفي الصحيح عن عائشة أن مخنثاً كان يدخل على أهل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة، فدخل النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو ينعت امرأة يقول‏:‏ إنها إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ألا أرى هذا يعلم ما ههنا لا يدخلن عليكم‏)‏ 

http://www.al-eman.com/islamLib/view...8&SW=مخنثا#SR1


صحيح مسلم – كتاب السلام – باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب
روي .. عن أم سلمة؛ 
أن مخنثا كان عندها ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت‏.‏ فقال لأخي أم سلمة‏:‏ يا عبدالله بن أبي أمية‏!‏ إن فتح الله عليكم الطائف غدا، فإني أدلك على بنت غيلان‏.‏ فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان‏.‏ قال فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‏"‏لا يدخل هؤلاء عليكم‏"‏‏.‏ 

‏[‏ش ‏(‏مخنثا‏)‏ قال أهل اللغة‏:‏ المخنث، بكسر النون وفتحها، هو الذي يشبه النساء في أخلاقه وفي كلامه وحركاته‏.‏ وتارة يكون هذا خلقة من الأصل ، وتارة يكون بتكلف‏.

http://www.al-eman.com/islamLib/view...31&SW=2180#SR1


[ أما في عهود بني أمية وبني العباس ] 
فكان هناك ندماء سأذكر مثالا ً واحدا ً منهم هو : 
عبادة المخنث الناصبي الذي كان يستهزئ ويسخر من الإمام علي في مجلس المتوكل
الذي أمر بهدم قبر الإمام الحسين عليه السلام


كتاب تاريخ أبي الفداء 
وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة ويكشفَ راسه وهو اصلع ويرقص ويقول‏:‏ قـد اقبـل الاصلـع البطيـن خليفة المسلمين يعني علياً والمتوكل يشرب ويضحك وفعل كذلك يوماً بحضرة المنتصر فقال‏:‏ يا امير المؤمنين اِن علياً ابن عمك فكل انت لحمه اِذا شئت ولا تخلي مثل هذا الكلب وامثاله يطمع فيه فقال المتوكل للمغنين غنوا‏:‏ .. الخ
http://www.al-eman.com/islamLib/view...ادة-المخنث#SR1


طبقات الشافعية الكبرى – الطبقة الأولى 
وقد ظرف عبادة الملقب بعبادة المخنث حيث دخل اليه وقال يا امير المؤمنين اعظم الله اجرك فى القران قال ويلك القران يموت قال يا امير المؤمنين كل مخلوق يموت بالله يا امير المؤمنين من يصلى بالناس التراويح اذا مات القران فضحك الخليفة وقال قاتلك الله امسك
http://www.al-eman.com/islamLib/view...ادة-المخنث#SR1



الرابط الأصلي للموضوع /
http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402970233

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

ابن سيرين يفضل المهدي على بعض الأنبياء وعلى أبي بكر وعمر

كتب العضو (مستبصر إماراتي) في شبكة هجر الثقافية 

يصرح الإمام إبن سيرين : المهدي أفضل من بعض الأنبياء ومن ابوبكر و عمر هل من معترض؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد

كثير ما يشنع الوهابية على الطائفة المحقة المنصورة قولهم بان الأئمة صلوات الله عليهم أفضل من الأنبياء دون رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم سيد الخلق عدى عن كونهم أفضل من أبو بكر و عمر قطعا 

فنجد الإمام محمد ابن سيرين ويكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك وكان ثقة مأمونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا كما يقول عنه ابن سعد في الطبقات (1)، و قال فيه مورق العجلي (2) : ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه ، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين .(3) 

يقول الإمام ابن سيرين : (( أن المهدي خير من أبي بكر و عمر ، قد كان يفضل على بعض الأنبياء )) و قال أيضا : (( يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر و لا عمر )) رواه ابن أبي شيبة في المصنف بإسناد صحيح .

راجع : التقاء المسيحين في آخر الزمان / للشيخ أحمد عبد العال الطهطاوي : رئيس جمعية أهل القرآن و السنة / صـ 102 
-----------------------
1- الطبقات الكبرى لابن سعد : 7/193
2- قال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب في ترجمة برقم : 6940- مورق بتشديد الراء ابن مشمرج بضم أوله وفتح المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم ابن عبد الله العجلي أو ‏[‏أبو‏]‏ المعتمر البصري ثقة عابد من كبار الثالثة مات بعد المائة ع .
3- راجع صور من حياة التابعين : للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا / صـ 124 / طبعة 15 / دار الادب الاسلامي .

فهل يبقى للوهابية ناعق ، هل ابن سيرين رافضي أيضا !!!!

رابط الموضوع (يوجد صورة لوثيقة في الموضوع) /
http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402940681

السبت، 7 فبراير 2009

حذيفة يمارس التقية مع عثمان وابن مسعود يفتي بالتقية.. بأسانيد صحيحة

كتب العضو (المهجي) في شبكة هجر الثقافية :

بسند صحيح حذيفة بن اليمان يستخدم التقية مع الخليفة عثمان.... وغيرها من الآثار

بسم الله الرحمن الرحيم 

يكثر التهريج حول الشيعة أعزهم الله تشريع التقية في مذهبهم 
مع أن صريح القرآن والسيرة النبوية يجيز التقية في مواضع الخطر أو الخوف من الضرر 
إلا أن هنالك بعض المتمسلفين المتفلسفين يقولون أن التقية خاصة بالكفار فقط 
وأستغرب كيف تكون خاصة بالكفار 
هل لو أتى مسلم وهددك بالقتل على أن تشهر القول بعقيدة معينة سيكون تهديده يختلف عن تهديد الكافر ؟
أما ما هو السبب الذي لا يجوز به استخدام التقية مع المسلم أو مظهر الاسلام إذا كان مصدر خطر عليّ ؟
وللرد على هذا التهريج نأخذ موقف ذكرته كتب اهل السنة 
وهو موقف بين شخصيتين بارزتين في التراث وهما 

حذيفة بن اليمان وعثمان بن عفان

وقد روى الأثر ابن أبي شيبة بسند صحيح

(حدثنا عبد الله بن نمير (ثقة حجة) عن الأعمش (ثقة حافظ) عن عبد الملك بن ميسرة (ثقة) عن النزال بن سبرة (ثقة وقيل أن له صحبة) قال دخل بن مسعود وحذيفة على عثمان فقال عثمان لحذيفة بلغني أنك قلت كذا وكذا قال لا والله ما قلته فلما خرج قال له عبد الله ما لك فلم تقوله ما سمعتك تقول قال إني اشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله )

فإسناد الحديث صحيح على شرط البخاري رجاله رجال البخاري ومسلم غير النزال بن سبرة فمن رجال البخاري
فهل صار حذيفة بن اليمان لا يؤخذ منه الحديث ولا الدين ؟ 
وسؤال على الهامش : هل نفهم أن حذيفة بن اليمان لما كان يسأله البعض هل هم من المنافقين كان يشتري دينه بعضه ببعض ؟
يتبع.....

وهاهو الصحابي عبد الله بن مسعود يقتدي بحذيفة ويفتي في التقية 
وقد روى الأثر ابن أبي شيبة 
حدثنا علي بن مسهر (ثقة) عن أبي حيان (ثقة ثبت) عن أبيه (وثقه العجلي والذهبي "1" وابن حبان) عن الحارث بن سويد (ثقة ثبت من كبار التابعين) عن عبد الله (بن مسعود) قال ما من كلام أتكلم به بين يدي سلطان يدرأ عني به ما بين سوط إلى سوطين إلا كنت متكلما به
========
1 - الكاشف فيمن له رواية في الكتب الستة قائلا 
(1871- سعيد بن حيان التيمي أبويحيى الكوفي عن علي وأبي هريرة وعنه ابنه أبو حيان ثقة)
يتع ......

فتوى لأحد أكبر علماء السلف 

رواها كذلك ابن أبي شيبة في المصنف 
حدثنا وكيع (ثقة حافظ) قال ثنا جرير بن حازم (ثقة) عن قيس بن سعد (ثقة) عن عطاء(1) في رجل أخذه العدو فأكرهوه على شرب الخمر وأكل الخنزير قال إن أكل وشرب فرخصة وإن قتل أصاب خيرا 
=================

1 - هو عطاء بن أبي رباح 

قال عنه المزي في تهذيب الكمال 
(و قال محمد بن سعد : كان من مولدى الجند ، و نشأ بمكة ، و هو مولى لبنى فهر
أو الجمح ، و انتهت فتوى أهل مكة إليه و إلى مجاهد فى زمانهما ، و أكثر ذلك إلى
عطاء . سمعت بعض أهل العلم يقول : كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمى بعد 
ذلك ، و كان ثقة فقيها عالما كثير الحديث .)
وقال أيضا
(و قال أبو داود ، عن سفيان الثورى ، عن عمر بن سعيد بن أبى حسين ، عن أمه : 
أنها أرسلت إلى ابن عباس تسأله عن شىء ، فقال : يا أهل مكة تجتمعون على و عندكم
عطاء ؟!)
وقال أيضا 
(و قال قبيصة ، عن سفيان ، عن عمر بن سعيد ، عن أمه : قدم ابن عمر مكة فسألوه 
فقال : أتجمعون لى يا أهل مكة المسائل و فيكم ابن أبى رباح ؟! )
وقال أيضا 
(و قال عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان ، عن أبيه : أذكرهم فى زمان بنى 
أمية يأمرون فى الحج صائحا يصيح : لا يفتى الناس إلا عطاء بن أبى رباح ، فإن لم 
يكن عطاء ، فعبد الله بن أبى نجيح .)
وغيرها الكثير من التراجم التي وصفته بالفقه وأنه من أعلم أهل زمانه

http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402969673

هذه المرة (الإمام الذهبي) في ميزان الجرح والتعديل!!

كتب العضو (قاسم) في شبكة هجر الثقافية

هذه المرة (الإمام الذهبي) في ميزان الجرح والتعديل!!! 
--------------------------------------------------------------------------------

طالما قرأنا تجريحات العلماء والرواة من كتب الإمام الذهبي، وهذه المرة نقرأ معاً ترجمة كتبها أحد تلامذة الذهبي الذين عاصروه وعرفوه على حقيقته، وهو أحد العلماء الحفاظ البارزين فلنقرأ جميعاً ماذا قال الحافظ القاضي تاج الدين عبدالوهاب بن السبكي في كتاب طبقات الشافعية:

قال السبكي: ولكنا ننبهك هنا على قاعدة في الجرح والتعديل ضرورية نافعة لا تراها فى شيء من كتب الأصول، فإنك إذا سمعت أن الجرحَ مقدّمٌ على التعديل، ورأيت الجرح والتعديل وكنت غراً بالأمور أو فدماً مقتصراً على منقول الأصول، حسبتَ أن العمل على جرحه!!! 
فإياكَ ثم إياكَ والحذرَ كل الحذر من هذا الحسبان، بل الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحه وكانت هناك قرينة دالّة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه ونعمل فيه بالعدالة، وإلا فلو فتحنا هذا الباب أو أخذنا تقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون....
وقد عقد الحافظ أبو عمر بن عبدالبر فى الكتاب العلم باباً في حكم قول العلماء بعضهم في بعض بدأ فيه بحديث الزبير رضي الله عنه "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء" الحديث.
وروى بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: استمعوا علم العلماء ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسى بيده لهم أشد تغايراً من التيوس في زروبها. 

ثم ذكر السبكي أمثلة من تحامل علمائهم على بعضهم البعض ثم قال:
وأمثلة هذا تكثر، وهذا شيخنا الذهبي رحمه الله من هذا القبيل، له علم وديانة وعنده على أهل السنة تحمّل مفرط، فلا يجوز أن يعتمد عليه!!!

قال السبكي: ونقلتُ من خط الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدس العلائي رحمه الله ما نصه: الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبي: لا أشك فى دينه وورعه وتحريه فيما يقوله الناس، ولكنه غلب عليه مذهب الإثبات ومنافرة التأويل والغفلة عن التنزيه حتى أثّرَ ذلك في طبعه انحرافاً شديداً عن أهل التنزيه وميلاً قوياً إلى أهل الإثبات، فإذا ترّجم واحداً منهم يطنب فى وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ويبالغ فى وصفه ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن، وإذا ذكر أحداً من الطرف الآخر كإمام الحرمين والغزالي ونحوهما لا يبالغ فى وصفه ويكثر من قول من طعن فيه ويعيد ذلك ويبديه ويعتقده ديناً وهو لا يشعر ويعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها، وكذلك فعله فى أهل عصرنا إذا لم يقدر على أحد منهم بتصريح يقول فى ترجمته والله يصلحه ونحو ذلك وسببه المخالفة في العقائد. 
انتهى 

قال السبكي: والحال فى حق شيخنا الذهبي أزيد مما وصف وهو شيخنا ومعلمنا غير أن الحق أحق أن يتبع وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد يسخر منه، وأنا أخشى عليه يوم القيامة من غالب علماء المسلمين وأئمتهم الذين حملوا لنا الشريعة النبوية، فإن غالبهم أشاعرة وهو إذا وقع بأشعري لا يبقي ولا يذر، والذي أعتقده أنهم خصماؤه يوم القيامة عند من لعل أدناهم عنده أوجه منه، فالله المسئول أن يخفف عنه وأن يلهمهم العفو عنه وأن يشفعهم فيه.

قال السبكي: والذى أدركنا عليه المشايخ النهي عن النظر فى كلامه وعدم اعتبار قوله ولم يكن يستجري أن يظهر كتبه التاريخية إلا لمن يغلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يعاب عليه، وأما قول العلائي رحمه الله دينه وورعه وتحريه فيما يقوله!!! فقد كنتُ أعتقد ذلك وأقول عند هذه الأشياء إنه ربما اعتقدها ديناً، ومنها أمور أقطع بأنه يعرف بأنها كذب وأقطع بأنه لا يختلقها وأقطع بأنه يحب وضعها في كتبه لتنتشر، وأقطع بأنه يحب أن يعتقد سامعها صحتها بغضاً للمتحدث فيه وتنفيراً للناس عنه مع قلة معرفته بمدلولات الألفاظ!!! ومع اعتقاده أن هذا مما يوجب نصر العقيدة التى يعتقدها هو حقاً، ومع عدم ممارسته لعلوم الشريعة، غير أني لمّا أكثرتُ بعد موته النظر فى كلامه عند الاحتياج إلى النظر فيه، توقفتُ فى تحريه فيما يقوله، ولا أزيدُ على هذا غير الإحالة على كلامه فلينظر كلامه من شاء ثم يبصر هل الرجل متحرٍ عند غضبه أو غير متحر؟؟؟ وأعني بغضبه وقت ترجمته لواحد من علماء المذاهب الثلاثة المشهورين من الحنفية والمالكية والشافعية فإني أعتقد أن الرجل كان إذا مد القلم لترجمة أحدهم غضب غضباً مفرطاً ثم قرطم الكلام ومزقه وفعل من التعصب ما لا يخفى على ذي بصيرة، ثم هو مع ذلك غير خبير بمدلولات الألفاظ كما ينبغي، فربما ذكر لفظةٍ من الذم لو عقل معناها لما نطق بها. 

ودائماً أتعجبُ من ذكره الإمام فخر الدين الرازي في كتاب الميزان فى الضعفاء، وكذلك السيف الآمدى!!! 
وأقول: يالله العجب!!! 
هذان لا رواية لهما، ولا جرحهما أحد، ولا سمع من أحد أنه ضعفهما فيما ينقلانه من علومهما، فأي مدخل لهما فى هذا الكتاب؟؟؟!!! 
ثم إنا لم نسمع أحداً يسمي الإمام فخر الدين بالفخر!!! بل إما الإمام وإما ابن الخطيب، وإذا تُرجِمَ كان فى المحمدين، فجعلهُ فى حرف الفاء!!! وسماه الفخر!!! ثم حلف فى آخر الكتاب أنه لم يتعمد فيه هوى نفسه!!! 
فأي هوى نفسٍ أعظم من هذا؟؟؟!!! 
فإما أن يكون ورّى فى يمينه أو استثنى غير الرواة، فيقال له: فلِمَ ذكرت غيرهم؟؟؟ 
وإما أن يكون اعتقد أن هذا ليس هوى نفس، وإذا وصل إلى هذا الحد والعياذ بالله فهو مطبوع على قلبه!!! 
ولنعد إلى ما كنا بصدده فنقول... الخ 

المصدر: طبقات الشافعية الكبرى ج 1 ص 188
------------------------

قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب: 
وفيها (يعني سنة 771 هـ) قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر عبدالوهاب بن علي بن عبدالكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى ابن تمام السُّبْكِيُّ الشافعي. 
ولد بالقاهرة سنة سبع وعشرين وسبعمائة وسمع بمصر من جماة ثم قدم دمشق مع والده في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وسمع بها من جماعة واستغل على والده وغيره وقرأ على الحافظ المزي ولازم الذهبي وتخرج به وطلب بنفسه ودأب وأجازه شمس الدين بن نقيب بالإفتاء والتدريس ولما مات ابن النقيب كان عمره ثمان عشرة سنة وأفتى ودرس وصنف وأشغل وناب عن أبيه بعد وفاة أخيه القاضي حسين ثم اشتغل بالقضاء بسؤال والده في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ثم عزل مدة لطيفة ثم أعيد ثم عزل بأخيه بهاء الدين وتوجه إلى مصر على وظائف أخيه ثم عاد إلى القضاء على عادته وولي الخطابة بعد وفاة ابن جملة ثم عزل وحصل له فتنة شديدة وسجن بالقلعة نحو ثمانين يوماً ثم عاد إلى القضاء وقد درس بمصر والشام بمدارس كبار العزيزية والعادلية الكبرى والغزالية والعذراوية والشاميتين والناصرية والأمينية ومشيخة دار الحديث الأشرفية وتدريس الشافعي بمصر والشيخونية والميعاد بالجامع الطولوني وغير ذلك وقد ذكره الذهبي في المعجم المختص وأثنى عليه وقال ابن كثير جرى عليه من المحن والشدائد ما لم يجر على قاض قبله وحصل له من المناصب ما لم يحصل لأحد قبله وقال الحافظ شهاب الدين بن حجي خرج له ابن سعد مشيخة ومات قبل تكميلها وحصل فنوناً من العلم من الفقه والأصول وكان ماهراً فيه والحديث والأدب وبرع وشارك في العربية وكان له يد في النظم والنثر جيد البديهة ذا بلاغة وطلاقة لسان وجراءة جنان وذكاء مفرط وذهن وقاد صنف تصانيف عدة في فنون على صغر سنه وكثرة أشغاله قرئت عليه وانتشرت في حياته وبعد موته قال وانتهت إليه رياسة القضاء والمناصب بالشام وحصلت له محنة بسبب القضاء وأوذي فصبر وسجن فثبت وعقدت له مجالس فأبان عن شجاعة وأفحم خصومه مع تواطئهم عليه ثم عاد إلى مرتبته وعفا وصفح عمن قام عليه وكان سيداً جواداً كريماً مهيباً تخضع له أرباب المناصب من القضاة وغيرهم توفي شهيداً بالطاعون في ذي الحجة خطب يوم الجمعة وطعن ليلة السبت رابعه ومات ليلة الثلاثاء ودفن بتربتهم بسفح قاسيون عن أربع وأربعين سنة ومن تصانيفه شرح مختصر ابن الحاجب في مجلدين سماه رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب وشرح منهاج البيضاوي والقواعد المشتملة على الأشباه والنظائر وطبقات الفقهاء الكبرى في ثلاثة أجزاء والوسطى مجلد ضخم والصغرى مجلد لطيف والترشيح في اختيارات والداه والتوشيح على التنبيه والتصحيح والمنهاج وجمع الجوامع في أصول الفقه وشرحه بشرح سماه منع الموانع وجلب حلب جواب عن أسئلة سأل عنها الأذرعي وغير ذلك

قال السبكي في ترجمة الفخر الرازي (محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري ابن خطيب الري توفي سنة 606هـ)
واعلم أن شيخنا الذهبي ذكر الإمام في كتاب الميزان في الضعفاء، وكتبتُ أنا على كتابه حاشية مضمونها أنه ليس لذكرِه في هذا المكان معنى ولا يجوز من وجوه عدة:
أعلاها أنه ثقة حبر من أحبار الأمة. 
وأدناها أنه لا رواية له. 

فذكره في كتب الرواة مجرد: فضول  وتعصب  وتحامل  تقشعر منه الجلود  

وقال في الميزان: له كتاب أسرار النجوم، سحر صريح!!!

قال السبكي: قلت وقد عرّفناك أن هذا الكتاب مختلق عليه، وبتقدير صحة نسبته إليه ليس بسحر، فليتأمله من يحسن السحر، ويكفيك شاهداً على تعصب شيخنا عليه: ذكره إياه في حرف الفاء، حيث قال: الفخر الرازي!!!
ولا يخفى أنه لا يُعرف بهذا، ولا هو اسمه، أما اسمه: فمحمد، وأما ما اشتهر به: فابن الخطيب، والإمام... فإذا نظرت أيها الطارح رِداء العصبية عن كتفيه الجانح إلى جعل الحق بمرأى عينيه إلى رجل عمد إلى إمام من أئمة المسلمين وأدخله في جماعة ليس هو منهم أعني رواة الحديث، فإن الإمام لا رواية له ودعاه باسم لا يعرف به، ثم نظرت إلى قوله في آخر الميزان إنه: لم يتعمد في كتابه هوى نفس... وأحسنت بالرجل الظن وأبعدته عن الكذب أوقعته في التعصب، وقلت قد كرِهه لأمور ظنها مقتضية الكراهة ولو تأملها المسكين حق التأمل وأوتي رشده لأوجبت له حباً عظيماً في هذا الإمام، ولكنها الحاملة له على هذه العظيمة والمردية له في هذه المصيبة العميمة، نسأل الله الستر والسلامة...
طبقات الشافعية

--------------
وكتب العضو (الحزب) مضيفاً :

أيضاً انظر هذا المقطــع للسبكي مــن طبقات الشافعية صفحة 222

( قاعدة فى المؤرخين
نافعة جدا فإن أهل التاريخ ربما وضعوا من أناس ورفعوا أناسا إما لتعصب أو لجهل أو لمجرد اعتماد على نقل من لا يوثق به أو غير ذلك من الأسباب والجهل فى المؤرخين أكثر منه فى أهل الجرح والتعديل وكذلك التعصب قل أن رأيت تاريخا خاليا من ذلك وأما تاريخ شيخنا الذهبى غفر الله له فإنه على حسنه وجمعه مشحون بالتعصب المفرط لا واخذه الله فلقد أكثر الوقيعة فى أهل الدين أعنى الفقراء الذين هم صفوة الخلق واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعيين والحنفيين ومال فأفرط على الأشاعرة ومدح فزاد فى المجسمة هذا وهو الحافظ المدره والإمام المبجل فما ظنك بعوام المؤرخين ... )

http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?p=406720321#post406720321