السبت، 30 مايو 2009

معاوية زاد في الأذان

زمن معاوية يُحيل البدعة إلى سُنة 

باسمه تعالى 
أثناء بحثي في بعض المصادر مر أمامي النص التالي وللقراء أن يحكموا :
وفي كتاب الفروع لابن مفلح ج1 ص 434
وَفِي الْفُصُولِ يُكْرَهُ بَعْدَ الْأَذَانِ نِدَاءُ الْأُمَرَاءِ لِأَنَّهُ بِدْعَةٌ ، وَلِأَنَّهُ لَمَّا لَمْ تَجُزْ الزِّيَادَةُ فِي الْأَذَانِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَصِلَهُ بِمَا لَيْسَ مِنْهُ كَالْخُطْبَةِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُخْرِجَهُ عَنْ الْبِدْعَةِ فِعْلُهُ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ
http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402977771

الخميس، 28 مايو 2009

بيان صحة أثر خدر رجل ابن عمر و قوله : يا محمد

كتب العضو (nawaF_1100) في شبكة هجر الثقافية :
روى البخاري في الأدب المفرد : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن سعد قال : خدرت رجل ابن عمر ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال : يا محمد

وهذا إسناد صحيح لكن فيه علتان ظاهرا : وهما :
1- عنعنة أبي إسحاق حيث أنه مدلس 
2- إختلاط أبي إسحاق .

أما إختلاط أبي إسحاق فمحلول برواية سفيان عنه وهو ممن روى عنه قبل الإختلاط .
أما عنعنة أبي إسحاق فمحلولة بما يأتي :
حدثنا عفان ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عمن سمع ابن عمر ، قال : « خدرت رجله » ، فقيل : 
اذكر أحب الناس ، قال : « يا محمد »

رواية شعبة تجبر عنعنة أبي إسحاق لأنه لا يأخذ من شيوخه إلا ما سمعوه من شيوخهم 
وقد قال شعبة كفيتكم تدليس ثلاثة : الأعمش و أبي إسحاق و قتادة .
وقد أسهب وأطنب الزميل أبو حسان في إثبات ذلك في رده على أخونا الكريم حفيد القدس في حوار علمي في هجر .
أما جهالة شيخ أبي إسحاق فلا تضر لأنه سماه في رواية سفيان .

ولكن روى ابن السني روايتين : 
الأولى : حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي ، ثنا حاجب بن سليمان ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فقال له رجل : « اذكر أحب الناس إليك . فقال : يا محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فقام فكأنما نشط من عقال.
الثانية : حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي ، وعمرو بن الجنيد بن عيسى ، قالا : ثنا محمد بن خداش ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي شعبة ، قال : كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فجلس ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك . فقال : « يا محمداه فقام فمشى » .

ونلاحظ في الرواية الأولى أن شيخ أبي إسحاق غير شيخ أبي إسحاق في رواية إسرائيل ، ولكن رواية إسرائيل ضعيفة بمحمد بن مصعب وهو ضعيف .
والرواية الثانية شيخ أبي إسحاق أبو شعبة ، لا تعارض بين روايته ورواية سفيان لاحتمال أن تكون كنية عبد الرحمن بن سعد هي أبو شعبة .
ولو سلمنا جدلا بأن شيخ أبي إسحاق في رواية أبي بكر بن عياش غير شيخ أبي إسحاث في رواية سفيان ، فهذا لا يضر لأن سفيان أوثق من أبي بكر بن عياش بكثير بل لا يوجد مقارنة بينه وبين سفيان ، فتقدم رواية سفيان .
فبذلك صح الأثر و أنا مستعد لأي إستفسار أو مناقشة 
ّوهذه هي المصادر:
روى إبراهيم الحربي في غريب الحديث - الحديث الثاني والستون - باب : خدر : حدثنا عفان ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عمن سمع ابن عمر ، قال : « خدرت رجله » ، فقيل : اذكر أحب الناس ، قال : « يا محمد » . 

روى البخاري في الأدب المفرد - باب ما يقوله الرجل إذا خدرت رجله : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن سعد قال : خدرت رجل ابن عمر ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال : يا محمد

روى ابن السني في عمل اليوم والليلة - باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله : حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي ، وعمرو بن الجنيد بن عيسى ، قالا : ثنا محمد بن خداش ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي شعبة ، قال : كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فجلس ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك . فقال : « يا محمداه فقام فمشى ».

روى ابن السني في عمل اليوم والليلة - ما يقول الرجل إذا خدرت رجله : حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي ، ثنا حاجب بن سليمان ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فقال له رجل : « اذكر أحب الناس إليك . فقال : يا محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فقام فكأنما نشط من عقال »

http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402977662

الاثنين، 25 مايو 2009

مسألة الإيمان بخلفاء السنة الأربعة ليست من الدين في شيء.. وهذا هو الدليل القاطع

كتب العضو (أسد الله الغالب) في شبكة الحق الثقافية :

هل هؤلاء أضل من حمير أهلهم ؟!

هل هؤلاء أضل من حمير أهلهم ؟!
شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية المؤلف : محمد خليل هراس الطبعة : الأولى الناشر : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تاريخ النشر : 1413هـ - 1992م عدد الصفحات : 187 عدد الأجزاء : 1 مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com[ ضمن مجموعة كتب من موقع الإسلام ، ترقيمها غير مطابق للمطبوع ، وغالبها مذيلة بالحواشي ]- (ج 1 / ص 332)( وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ مَسْأَلَةُ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ لَيْسَتْ مِنَ الْأُصُولِ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ فِيهَا عِنْدَ جُمْهُورِ أَهْلِ السُّنَّةِ .لَكَنِ الَّتِي يُضَلَّلُ فِيهَا : مَسْأَلَةُ الْخِلَافَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، ثُمَّ عُثْمَانُ ، ثُمَّ عَلِيٌّ .وَمَنْ طَعَنَ فِي خِلَافَةِ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ ؛ فَهُوَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ )(1) .

معاوية وعائشة وعمرو والزبير وطلحة ...لم يسلموا لعلي بذلك بدليل أنهم خرجوا على الإمام علي عليه السلام وحاربوه ...ولم يتعاملوا معه كحاكم للدولة الإسلامية يجب طاعته فهل يجري هذا الحكم على هؤلاء أم لا ؟
ـــــــــــــــــ
الهامش ـــــــــــ
1ـ قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر & ويليه كتاب مسائل الجاهلية - (ج 1 / ص 101)( ثم بعده عمر لفضله ، وعهد أبي بكر إليه .ثم عثمان ، لتقديم أهل الشورى له . ثم علي - رضي الله عنه - ، لإجماع أهل عصره عليه . فهؤلاء الخلفاء الراشدون ، والأئمة المهديون ، ومن طعن في خلافة أحدٍ من هؤلاء ، فهو أضل من حمار أهله )و مجمل اعتقاد أئمة السلف المؤلف : عبد الله بن عبد المحسن التركي الطبعة : الثانية الناشر : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية تاريخ النشر : 1417هـ عدد الصفحات : 168عدد الأجزاء : 1 مصدر الكتاب : موقع الإسلامhttp://www.al-islam.com[ ضمن مجموعة كتب من موقع الإسلام ، ترقيمها غير مطابق للمطبوع ، وغالبها مذيلة بالحواشي ]- (ج 1 / ص 74)( وذلك أنهم يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله)والتنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة المؤلف : عبد الرحمن ناصر السعدي الطبعة : الأولى الناشر : دار طيبة – الرياض تاريخ النشر : 1414هـ عدد الصفحات : 136 عدد الأجزاء : 1 مصدر الكتاب : موقع الإسلامhttp://www.al-islam.com[ ضمن مجموعة كتب من موقع الإسلام ، ترقيمها غير مطابق للمطبوع ، وغالبها مذيلة بالحواشي ]- (ج 1 / ص 101) وشرح البراك للواسطية - (ج 1 / ص 243) اكتفيت بهذا النزر اليسير من المصادر لأن المسألة عندهم مسلم بها
تابع لبحوث أسد الله الغالب
 http://www.alhak.org/vb/showthread.php?t=14402

الأحد، 24 مايو 2009

ظلامة الزهراء (ع) هل تنبأ يوحنا بما يحدث لفاطمة الزهراء سلام الله عليها ؟

كتب العضو (مصطفى الهادي) في شبكة هجر الثقافية

ظلامة الزهراء (ع) هل تنبأ يوحنا بما يحدث لفاطمة الزهراء سلام الله عليها ؟

ضمن دائرة اختصاصي في (علم مقارنة الأديان ) وجدت أن هناك الكثير من النصوص التوراتية والإنجيلية وفي كلا ـ العهدين القديم والجديدـ سلمت من التحريف والتغيير وبذلك وحسب رأي بعض المفكرين والمحققين في مجال كتب الديانات فإن كتب الديانات السماوية الموجودة بين أيدينا ليست كلها محرفة بل ان فيها أشياء جاء القرآن الكريم مؤيدا لها وذكرها إما نصا أو حرفيا .
ولكننا عندما نقول أن الكتاب الفلاني محرّف فإن هذا يعني أن نسبة عالية من نصوصه تم التلاعب بها لتخدم أغراضا معينة .
القرآن الكريم بما أنه الكتاب الحارس (( المهيمن )) على الكتب السماوية فإنه ذكر مواطن التحريف فيها ، وأنه مما يُشترى به ثمنا قليلا ، وخصوصا في مجال الحلال والحرام (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ) لأن كتب العهدين التوراة والإنجيل خالية تماما من الأحكام والتشريعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية . إنما هي كتب اختصت بالمطعومات والمحرمات وشرح السيرة الذاتية للنبي .
يضاف إلى ذلك أن هذه الكتب التي بين أيدينا ليست كتب سماوية ـ كما يُعتقد ـ إنما هي ترجمات ضاعت أصولها واندثرت اللغة الأصلية التي جاءت بها . ومثال على ذلك القرآن الكريم . نزل وكُتب باللغة العربية ولا يزال كذلك ، ولكننا لو ترجمنا القرآن إلى اللغة الإنكليزية أو الهندية فإن هذا ليس قرآن بل ترجمة القرآن ومعانية , ومن هنا فإن النص المترجم يخضع لتلاعب المترجمين وفهمهم للنص كل على حده .
ولذلك فإنه لا تُعتبر الكتب الحالية (( مقدسة )) (1) وليس هي كلام الله تعالى لأن أصولها الأصلية المكتوبة باللغة ( الآرامية ) أو اليونانية القديمة التي لاتستخدم الآن بل تعتبر من اللغات الميتة ، هذه الأصول ليست موجودة بل ضاعت كليا إلا جذاذات صغيرة يبلغ حجمها حجم الأصبع . إذن فلا يمكن الرجوع إلى الأصل في حال وجود اشكال في الترجمات . ولذلك ترى هذا التضارب والتباين والتناقض والاختلاف الكبير حتى بين الترجمات في اللغة الواحدة واللسان الواحد .
فمثلا لو جمعت كل الترجمات العربية للكتاب المقدس حتى في اللغة الواحدة فإنك سوف تجد اختلافا كبيرا جدا بين ترجمة وأخرى يضيع على ضوئها المعنى الأصلي للكلمة. ومن هنا فإننا نرى أن هذه الكتب إنما هي ترجمات وليست كتب مقدسة موحى بها من قبل الله تعالى . بعكس القرآن الذي لو طلبت أصل الترجمات فإنك تجده مخطوطا أو مطبوعا بالملايين .
على كل حال .
بعد هذه المقدمة الموجزة نقول . على الرغم من أن هذه الترجمات غير أمينة وليست دقيقة . إلا أن فيها نصوص تكفل الله بحفضها وإيصالها إلينا ، ثم ذكر لنا قسما منها في القرآن وخصوصا فيما يتعلق بالأمور المهمة والمصيرية التي تخص الأحكام العامة للبشر والوقائع التاريخية مثل التوحيد والامامة وعدد الأئمة في كل ديانة وما يتعلق بالنبوة ... الخ
ولنأخذ أملثة على ذلك .
جاء في الكتاب المقدس لليهود والنصارى ما نصه :
(( ما أصعب الدخول إلى ملكوت الله . فمرور الجمل في ثقب الإبرة أسهل من دخول الغني إلى ملكوت الله )) إنجيل مرقس الإصحاح العاشر الفقرة : 25 .
وجاء في القرآن الكريم ما يلي :
(( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )) سورة الأعراف آية 40
وكذلك قول التوراة عن قوم موسى ما يلي :
(( وكان عندما اقترب إلى المحلة أنهُ ابصر العجل والرقص . فحمي غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في أسفل الجبل . ثم أخذ العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار وطحنهُ حتى صار ناعما وذراه على وجه الماء )) سفر الخروج الإصحاح 32 الفقرة 19 ـ 20 .
وجاء في القرآن ما يلي :
(( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان اسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه ...... وانظر إلى إلهك لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا )) سورة طه الآية 97 .
وكذلك قول الكتاب المقدس :
(( إن يوما واحدا في نظر الرب هو كألف سنة )) بطرس الثانية 3 : 8
والقرآن يقول :
(( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )) سورة الحج 47 .
وقال الكتاب المقدس :
(( فقال إبراهيم يا أبني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك الدنيا )) لوقا ، 16 : 25 .
وقال القرآن :
(( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا )) سورة الاحقاف 20
وقال الكتاب المقدس :
(( الله لم يرهُ أحدٌ قط )) إنجيل يوحنا ، 1 : 18 .
وقال القرآن :
(( لا تدركهُ الأبصار )) سورة الأنعام آية 103 .
وقال الكتاب المقدس :
(( في البدء خلق الله السموات والأرض )) سفر التكوين 1 : 1
وقال القرآن :
(( بديع السموات والأرض )) سورة البقرة آية 117 .
وقال الكتاب المقدس :
(( الله الجالس على العرش )) رومية ، 19 : 4 .
وقال القرآن :
(( الرحمن على العرش أستوى )) .
وجاء في الإنجيل قول عيسى للحواريين : (( سيأتي بعدي من هو أقدر مني ، من لا أستحق أن أنحني لأجل رباط حذائه ... سوف يعمدكم بالروح القدس )) والروح القدس هنا هو جبرائيل عليه السلام . إنجيل مرقص الاصحاح الأول : 7.
وقال القرآن عن ذلك :
(( و مبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد )) .
وجاء في التوراة :
(( وظهر لهُ ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة ، فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار ، ناداه الرب من وسط العليقة وقال : موسى موسى . لا تقترب إلى ههنا . اخلع حذاءك من رجلك لأن الموضع الذي انت واقف عليه ارضٌ مقدسة )) سفر الخروج 3 : 2ـ5 .
وجاء في القرآن :
(( وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم بقبس ... فلما اتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )) سورة طه 9 ـ 13 .

وهكذا بقية النصوص ولدينا الكثير من هذه النصوص وخصوصا فيما يتعلق بالخلافة والانقلاب على الأعقاب والارتداد وظهور اصحاب كالافاعي والذئاب في صورة حملان ، وكذلك في عدد الائمة والخلافة من بعد النبي ... ولكننا في هذا البحث نتوقف عند قضية الزهراء سلام الله عليها .
من كل ذلك نستخلص نتيجة مفادها أن هناك نصوصا فلتت من أيدي المتلاعبين أو من تغيير الترجمات . ولو حصلنا على النسخة الأصلية للكتاب المقدس لربما كان النص توأما للنص القرآن لا يكاد يختلف اطلاقا لأنه من مصدر واحد . ولذلك نقول :
إن ما جاء من ذكر واقعة كربلاء في إرمياء النبي صحيح مائة بالمائة حيث كان الوصف مهيبا رهيبا كأنك ترى ذلك المصروع (( في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا لأن للسيد رب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات )) والحسين عليه السلام يصف نفسه بأنه المذبوح بجانب الفرات وانه ابن الذبيحين وهذا ما قاله كعب الأحبار المتضلع بالتوراة ، عندما مرّ بجانب الفرات في كربلاء حيث قال : ما مررت في هذا المكان إلا وتصورت نفسي أنا المذبوح حتى ذبح الحسين عليه السلام فقلنا هذا هو لأننا نروي ان ابن نبي يُذبح في هذا المكان .
وكذلك ما جاء في رؤيا يوحنا اللاهوتي حول واقعة الهجوم على بيت الزهراء هو ايضا صحيح ، فإذا حذفنا الاضافات التي تم وضعها كشروح من قبل المترجم لتوضيح النص ، سيكون النص واضحا وهو كما يلي :
ماذا رآى يوحنا اللاهوتي في رؤياه ، وماذا قال في نبؤته عن بيت النبي وعن بنت النبي سلام الله عليها :
قال إرمياء : (( وظهرت آية عظيمة في السماء . امرأة متسربلة بالشمس والقمر (2) تحت رجليها وعلى رأسها اكليل من اثني عشر كوكبا (3) وهي حبلى تصرخ متمخضة لتلد .وظهرت آية أخرى في السماء هوذا تنّين عظيم أحمر (4) لهُ سبع رؤوس (5) وعشرة قرون (6) وعلى رؤوسه سبع تيجان (7) وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها على الأرض (8) والتنين واقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها )) .
ثم تستمر الرؤيا إلى أن تقول بأن الله قد عين مسبقا شخصا لكي ينتقم من هؤلاء ويُدين المسكونة بدين الحق وهذا المولود هو من نسل هذه المرأة العتيدة . (( فولدت ابنا ذكرا عتيدا . أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد (9)، واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه (10) ))
رؤيا يوحنا اللاهوتي طويلة جدا ، وليس فيها ما يشمل المسيحية بل أنها جاءت بعد رفع السيد المسيح عليه السلام ، وانها تتكلم عن احداث سوف تحدث في المستقبل عند ظهور نبي آخر معزي للامم (( وتكون الرياسة على كتفه )) (11) سيكون من نسله شخص اسمه القائم يأتي مع يسي ـ يسوع ـ السيد المسيح لكي تدين له الأمم : )) . (12)
سلام الله على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها .

انظر للهامش فإن فيه التوضيح .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- إذا طلب اي نصرانية أو يهودي منك مناقشته في الكتب الحالية فلا تقبل وقل له آتني بالكتب الأصلية ، إنما هذه ترجمات وليست كتب مقدسة . ومن المغالطات الكبيرة التي يقوم بها النصارى أنهم يسألون المسلمين : متى تم تحريف الكتاب المقدس . هل قبل بعثة النبي ، ام في زمن النبي ، ام بعد النبي . ونحن نقول لهم لا يوجد كتاب مقدس / إنما هذه التي تتكلمون عنها ترجمات وليست كتبا . وقد أعترفت التوراة بضياع كتاب الله كتاب موسى فلم يبق إلا اللوحين وضاعت الشريعة كما في : سفر الملوك الأول الإصحاح 7 . الفقرة 8 . وأما الإنجيل فقد أعترف الكتبة بأنهم كتبوا مذكرات عيسى عندما رأو الناس تكتب كما أعترف بذلك لوقا في مقدمة إنجيله حيث قال :
إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا . مقدمة لوقا .
2- الشمس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والقمر علي بن ابي طالب عليه السلام كما جاء في بعض التفاسير .
3- تحت رجليها كوكب ساقط ـ المحسن ـ وعلى رأسها إثني عشر كوكبا ، الأئمة المعصومين عليه السلام .
4- وصف المؤرخون عمر بن الخطاب بأن شعره كثيف فيه صهوبه ، والأصهب هو المائل للحمرة .
5- في الحملة الأولى كان عدد المهاجمين سبعة .
6- وعند عودتهم الثانية مع عمر وهي التي قال فيها لأحرقن عليكم الدار . كان عدد المهاجمين عشرة .
7- وعلى رأسه سبع تيجان . عدد المردة الذين كانوا من مؤيدي عمر بشكل غريب وهم خمسة الذين رشحهم عمر للخلافة مع ابنه عبد الله وعمر نفسه فيكون المجموع سبعة .
8- بما أن اهل البيت نجوم السماء وهم امان لأهل الارض . فإن في زمن الاعتداء على الزهراء كان هناك نجمان هما الحسن والحسين وكان المحسن في بطن الزهراء وهو يُمثل الثلث الذي تسبب عمر في طرحه على الارض .
9- لم يكن السيد المسيح هو المقصود لأن السيد المسيح لم يكن له سيف أو عصا من حديد ولا رمح كان رجلا مسالما جدا .
10 - بعد ولادة المهدي سلام الله عليه اختفى عن الناس ولم يره أحد إلى هذا اليوم إلا المخلصين من أتباعه ، وهذا مصداق قوله واختطف وليدها إلى الله .
11- كما جاء في سفر إشعياء النبي الاصحاح 9 : 7 . ومعنى قوله : وتكون الرياسة على كتفه ، يعني خاتم النبوة . والرياسة لم تتحقق لنبي بعد عيسى إلا للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وفي ترجمة أخرى جاء : ويكون الخاتم على كتفه .
12- المولود الذي تلده المرأة العتيدة اسمه القائم كما في إشعياء النبي : (( ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسي و القائم راية للشعوب إياهُ تطلب الأمم ويكون محله مجدا )) .
http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402976799

ووضتع أحد الأعضاء رابطاً لدراسة أخرى هو :
http://www.shiastudies.com/arabic/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=180

أقول والمقالة نشرت أيضاً على هذا الرابط
http://www.wasatonline.org/article/details-455.html

الأربعاء، 13 مايو 2009

ابن تيمية تراجع عن تكفير المسلمين في أواخر أيامه، فمتى سيتراجع الكلباني؟؟

كتب العضو (قاسم) في شبكة هجر الثقافية :

بسم الله الرحمن الرحيم

من المعروف أن كتب ابن تيمية مصدر أساسي للتكفيرين إلى يومنا هذا، ولكن من المهم أن يعلم جميع اتباعه أنه تراجع عن تكفي المسلمين في أواخر أيامه، فقد قال الذهبي: رأيت للاشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي، سمعت أبا حازم العبدوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول:
لما قرب حضور أجل أبي الحسن الاشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: أشهد على أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لان الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
قلت: وبنحو هذا أدين،
وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحدا من الامة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم.
سير أعلام النبلاء ج 15 ص 88
http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402976641

الأربعاء، 6 مايو 2009

آية المباهلة .. فضيلة لأصحاب الكساء

المسألة:
مامعنى قوله تعالى (أَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ)
أ-السنة يقولون أن من أسس المباهلة بأن تباهل على أحب شيء عندك وأقربهم نسبًا وهذا ما جرت عليه العوائد الجاهلية، فأمره الله تعالى أن يباهل بآل بيته إزاحة لعللهم وقطعاً لحججهم لجواز أن يحتجوا عليه بعوائدهم ومألوفهم ،كما احتجوا عليه صلى الله عليه وسلم في كتاب صلح الحديبية لما قال لعلي: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، فقالوا: اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب في الجاهلية...

أي أن الآية لا يوجد بها تفضيل للإمام علي على غيره لأن من أسس المباهلة بالجاهلية تكون بالأقرب لا الأفضل فهل هذا صحيح وما هو الرد على هذه الشبهة؟

ب- (أَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ) و(إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) أن الرسول قصد بكلمة معنا قصد نفسه فقط و لكنه ذكرها جمعا للتعظيم.
الجواب:
نبدأ الجواب على هذا السؤال بنقضين:
الأوّل: أنَّ السؤال اشتمل على الإقرار بأنَّ عليًا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم آل البيت عليهم السلام فهم إذن من قصدتهم الآية الشريفة وهي: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ وهم المقصودون بالمدح والثناء والتفضيل والتقديم في الكثير من الروايات الواردة عن الرسول الكريم (ص) من طرق السنَّة.

الثاني: أنَّ العمّ أقرب نسبًا فلماذا لم يكن العباس بن عبد المطَّلب عمّ رسول الله (ص) ضمن من باهل بهم رسول الله (ص) وقد كان لرسول الله (ص) أبناء عمومة غير علي بن أبي طالب مثل عقيل بن أبي طالب وأبناء العباس بن عبد المطَّلب فلماذا لم يجعلهم رسول الله (ص) ضمن من باهل بهم.

وقد كان لرسول الله (ص) بنت من غير فاطمة وهي أمام بنت زينب بنت النبي (ص) كما يقولون فلماذا لم تكن ضمن من باهل بهم رسول الله (ص) ثمَّ إنَّ فيما ذكر إقرارًا بأنَّ المتفاهم العرفي هو أنَّ الزوجات ليسوا من أهل بيت الرجل، لذلك لم يجعلهنَّ رسول الله (ص) ضمن من باهل بهم، هذا أولاً.

ثانيًا: إنَّ هنا ادِّعاء وهو أنَّ المباهلة في العوائد الجاهلية لا تكون إلا بالأقرب نسبًا، وعلى المدَّعي البيِّنة والدليل، ونحن لا نطالب بأكثر من قضيتين أو ثلاث أو نصّ صحيح يدلّ على ذلك.

ثالثًا: إنَّ التنكُّر لاعتبار آية المباهلة من الفضائل والمناقب التي اختصَّ بها عليُّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ينافي ما فهمه الصحابة بل والكثير من علماء السنَّة الذين يوردون آية المباهلة والروايات الواردة في سبب نزولها تحت عنوان مناقب علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

ونذكر لذاك نموذجًا يكشف عن إقرار الصحابة بأنَّ آية المباهلة من المناقب التي اختصَّ بها عليُّ ومَن كان معه دون سواهم، وهي رواية صحيحة بحسب الضوابط الرجالية عند السنَّة، روى مسلم في صحيحه عن عامر بن سعد بن أبي وقَّاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدًا فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب، قال: أمَّا ما ذكرت ثلاثًا قالهنَّ رسول الله (ص) فلن أسبَّه، لإنْ يكون لي واحدة منهنَّ أحبّ إليَّ من حمر النعم، سمعت رسول الله (ص) يقول حين خلَّفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله خلَّفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله (ص): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبي بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطينَّ الراية غدًا رجلاً يُحبّ الله ورسوله ويُحبُّه اللهُ ورسولُه، قال فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي عليًا فأُتي به أرمد العين فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله على يده، ولما نزلت هذه الآية ﴿فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ﴾ دعا رسول الله عليًا وفاطمة وحسنًا وحسينًا وقال: اللهمَّ هؤلاء أهل بيتي. وروى هذا الحديث أيضًا الترمذي في صحيحه وأبو نعيم في الحلية وغيرهم.

فالرواية صريحة في أنَّ دعوة علي ومَن معه للمباهلة كانت منقبةً وفضيلةً بنظر سعد بن أبي وقَّاص، لذلك قال إنّها أحب إليه من حمر النعم، وهي منقبة وفضيلة عند معاوية لأنَّه أذعن ولم يُحَرْ جوابًا، وكأنَّ حجَّة سعدٍ قد ألقمته حجرًا.

رابعًا: أنَّ منشأ اعتبار آية المباهلة دليلاً قاطعًا على أفضليّة عليٍّ (ع) على مَن سواه هو أنَّ النبي (ص) نزَّل عليًا بمنزلة نفسه ولما كان رسول الله (ص) أفضل خلق الله تعالى فمَن هو بمنزلته كذلك إلا فيما اختصَّ به رسول الله (ص).

والمناقشة في ذلك بأنَّ المراد من ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ هو خصوص النبي (ص) وإنما جيء بصيغة الجمع للتعظيم خاطئ جدًا، وذلك للإجماع بأنَّ عليًا كان ضمن مَن باهل بهم النبي (ص) وهو ليس من النساء ولا من الأبناء، فما الذي حدا برسول الله (ص) أن يجعله ضمن مَن باهل بهم، فهذا لا يحتمل سوى وجهين، إما أن يكون علي (ع) هو المعنيُّ ضمنًا أوتعيينًا بقوله: ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ وهو الذي ندَّعيه، وإما أن يكون النبي (ص) قد دعاه ولم يكن مأمورًا من قبل الله تعالى بذلك، وحينئذٍ يتحتم السؤال عن منشأ دعوته إيَّاه رغم عدم أمر الله تعالى له بذاك هل هو تجاوز لله تعالى؟ فإن كان كذلك فهو القول بعدم عصمة النبي (ص) وتصحيح ارتكابه للمعصية وإنْ كان استدراكًا لما ينبغي أن يأمر به الله فلم يأمر فذلك أسوأ لاستلزامه نفي الحكمة عن الله جلَّ وعلا. وإن كان منشأ دعوته إيَّاه هو المحاباة والاستئثار نظرًا لقرابته منه فذلك ما لا يقبله مسلم على رسول الله (ص) لأنَّه لا يفعل ولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى. فتعيَّن أن تكون دعوته إيَّاه نشأت عن أمر الله جلَّ وعلا، وبذلك يثبت المطلوب هذا أولاً وثانيًا:
أنَّ دعوى إرادة خصوص نفس النبي (ص) من قوله: ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ منافٍ لمقتضى الظهور العرفي، إذ أنَّ الإنسان لا يدعو نفسه، فتعيَّن أن يكون المدعو هو غيره لكنَّه نزَّله منزلة نفسه وإلا لما كان الكلام مستقيمًا كما هو أوضح من أن لا يخفى على متكلِّمٍ مستقيم السليقة، وإن قيل أنَّ المراد من ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ هو عموم المسلمين كما قيل ذلك فالسؤال هو أنَّه لماذا اختير علي (ع) من بينهم وهم كثيرون، ألا يكشف ذلك كشفًا قطعيًا عن امتيازه عليهم، ألم يجد رسول الله (ص) أحدًا غير علي من المسلمين يضمّه إلى من يباهل بهم حتى يتحقّق أقل الجمع؟!

خامسًا: يمكن تأييد التنزيل لنفس عليٍّ (ع) منزلةَ نفس رسول الله (ص) بروايات كثيرة وردت من طرق السنَّة.

منها: ما رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين بسنده عن عبد الرحمن بن عوف أنَّ رسول الله (ص) قال: (... والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتون الزكاة أو لأبعثنَّ عليكم رجلاً مني أو كنفسي فليضربنَّ أعناق مقاتليهم وليسبينَّ ذراريهم، قال: فرأى الناس أنَّه يعني أبا بكر أو عمر فأخذ بيد علي فقال: هذا).

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ج2/170.
أقول ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق والحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد وغيرهم.

ومنها: ما رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء بسنده عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (عليٌّ مني وأنا من عليّ، لا يؤدي عني إلا أنا وهو) قال الذهبي: هذا حديث حسن غريب رواه ابن ماجة في سننه.

وفي تاريخ الإسلام للذهبي قال بعد أن ذكر الحديث: (رواه ابن ماجة عن سويد ورواه الترمذي عن إسماعيل بن موسى عن شريك وقال صحيح غريب...).

وروى الذهبي في تاريخ الإسلام بسنده عن عمران بن حصين أ،َّ رسول الله (ص) قال: (ما تريدون من علي، علي مني وأنا منه وهو وليّ كل مؤمن بعدي)، قال أخرجه أحمد في المسند والترمذي وحسَّنه النسائي.

وروى البخاري في صحيحه في مناقب المهاجرين أنَّ النبي (ص) قال لعلي (ع): (أنت مني وأنا منك) ورواه غيره أيضًا.

ومنها: ما رواه الحاكم النيسابوري بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: (سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي (ع): (يا علي الناس من شجرٍ شتَّى وأنا وأنت من شجرة واحدة، ثمَّ قرأ رسول الله (ص) ﴿وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ﴾ قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

هذا بعض ما ورد من طرق العامَّة في تنزيل النبي (ص) عليًّا (ع) منزلة نفسه وقد أهملنا الكثير خشية الإطالة.

ونختم الجواب بما أورده الفخر الرازيّ في تفسيره في بيان سبب نزول آية المباهلة قال: رُوي أنَّه عليه السلام لما أورد الدلائل على نصارى نجران ثمَّ أنَّهم أصرّوا على جهلهم فقال عليه السلام: (إنَّ الله أمرني إن لم تقبلوا الحجَّة أن أُباهلكم) ... وكان رسول الله (ص) قد خرج وعليه مرط أسود وكان قد احتضن الحسين (ع) وأخذ بيد الحسن (ع) وفاطمة (ع) تمشي خلفه وعلي (ع) خلفها وهو يقول: (إذا دعوت فأمِّنوا).

قال: وروى أنَّه عليه السلام خرج في المرط الأسود فجاء الحسن (ع) فأدخله ثمَّ جاء الحسين (ع) فأدخله ثمَّ فاطمة (ع) ثمَّ علي (ع) ثمَّ قال: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.

قال الفخر الرازي: (واعلم أنَّ هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث) ج8/82.

فأيُّ مبررٍ للتنكُّر بعد كلِّ ذلك لمثل هذه الفضيلة، وقد أفاد الزمخشري في تفسيره الكشَّاف بعد إيراد الرواية قال: (وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء) ج1/434.

علي وليكم بعدي .. صحيحة ثابتة ولها طريق ليس فيه شيعي

المسألة:
روى الترمذي في سننه حديثاً عن النبي (ص) جاء فيه: "ما تريدون من علي، إن علياً مني وأنا منه، وهو ولي كلِّ مؤمن بعدي".

وقد أورد المباركفوري في شرحه على سنن الترمذي على استدلال الشيعة بهذا الحديث بما حاصله: ان استدلال الشيعة على ان علياً خليفة رسول الله (ص) بلا فصل بهذه الرواية باطل فإن مداره لفظ (بعدي) وكونها صحيحة ومحفوظة، والأمر ليس كذلك لأن هذه الزيادة تفرَّد بها جعفر بن سليمان الضبعي وهو شيعي بل هو غال في التشيع.

فإن قيل: لم يتفرَّد بها بل وردت في حديث آخر أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده جاء فيه: "لا تقع في علي، فإن علياً مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي".

قلت: هذا الحديث مشتمل سنده على أجلح الكندي وهو شيعي أيضاً، وعليه فالزيادة المذكورة ليست بمحفوظة بل هي مردودة، ويؤيده ان الإمام أحمد بن حنبل روى في مسنده هذا الحديث من عدة طرق ليست في واحدة منها هذه الزيادة.
فما هو جوابكم على ذلك؟
الجواب:
إنَّ أدلة الشيعة الإمامية على انَّ عليَّ بن أبي طالب (ع) خليفة رسول الله (ص) بلا فصل لا يتلخَّص في الحديث الأول أو الثاني حتى يكون إسقاطهما سنداً موجباً لسقوط مذهب الإمامية، فهما ليسا سوى حديثين واقعين ضمن عشرات الأحاديث الواردة من طرق العامة وفيها الصحاح والحسان والمتواتر والمستفيض. هذا أولاً.

وثانياً: إنَّ كلا الحديثين المذكورين معتبران سنداً عند أكثر علماء السنة فليس في طريقيهما إشكال إلا من جهة جعفر بن سلمان الضبعي في الحديث الأول والأجلح الكندي في الحديث الثاني، وهما موثَّقان كما صرّح بذلك أكثر علمائهم، غايته انهما متهمان بالتشيع إلا ان ذلك لم يمنع من تصحيح أو تحسين الحديثين بنظر الكثير من علماء السنة، وكلُّ من توقَّف أو منع من اعتبارهما كان منشاؤه تشيُّع الرجلين رغم الإقرار بوثاقتهما وصدقهما.

ولكي نوثّق ما ادّعيناه من ان أكثر علماء السنة المعتمدين قالوا باعتبار الحديثين ننقل لكم بعض كلماتهم، ونبدأ بالحديث المشتمل على جعفر بن سليمان الضبعي:

1- الترمذي في كتابه سنن الترمذي قال: ... فأقبل رسول الله (ص) والغضب يُعرف في وجهه فقال: "ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، إنَّ علياً مني وأنا منه وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي". قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن غريب..."(1)

2- الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين قال: ... فأقبل رسول الله (ص) والغضب يُعرف في وجهه فقال: "ما تريدون من علي، إنَّ علياً مني وأنا منه وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي". هذا حديث صحيح على شرط مسلم.(2)

3- ابن حبان في كتابه صحيح ابن حبان روى الحديث بسنده المشتمل على جعفر بن سليمان وجاء فيه: "... ما تريدون من علي -ثلاثاً- إن علياً مني وأنا منه وهو وليُّ كل مؤمن من بعدي". فالحديث بنظر ابن حبان صحيح لأنه أورده في صحيحه.(3)

4- المتقي الهندي في كنز العمال أورد الحديث إلى أن قال: فأقبل إلى رسول الله والغضب يُعرف في وجهه فقال: "ما تريدون من علي؟ عليٌّ مني وأنا من علي وعليٌّ وليُّ كل مؤمن بعدي" ابن جرير وصححه. (4)

5- محمد ناصر الدين الألباني في كتابه السلسلة الصحيحة قال: أخرجه الترمذي والنسائي في الخصائص وابن حبان والحاكم والطيالسي في مسنده وأحمد وابن عدي في الكامل من طريق جعفر بن اليمان الضبعي إلى أن قال: قال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من جهة جعفر بن سليمان، قلت: وهو ثقة من رجال مسلم وكذلك سائر رجاله، ولذلك قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم وأقرَّه الذهبي. (5)

وقد صحّحه الألباني في كتابه صحيح وضعيف الجامع الصغير(6)، وصحّحه أيضاً في كتابه صحيح وضعيف سنن الترمذي. (7)

6- الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني قال: وأخرج الترمذي بإسنادٍ قوي عن عمران بن حصين في قصة قال فيها: قال رسول الله (ص): ما تريدون من علي، إن علياً مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي). (8)

7- المحب الطبري في الرياض النضرة قال: "ومنها وهو أقواها سنداً ومتناً حديث عمران بن حصين أن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي، خرجه أحمد والترمذي وقال: حسن غريب وأبو حاتم وحديث بريدة لا يقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي خرجه أحمد".(9)

8- جمع الجوامع: قال (ص): "علي مني وأنا منه، وعليٌّ ولي كل مؤمنٍ بعدي" ذكره ابن أبي شيبة عن عمران بن حصين وقال: صحيح. (10)

فقد صحح الحديث كما لاحظتم الحاكم النيسابوري في المستدرك وأفاد أنَّه صحيح على شرط مسلم، وذلك لأنَّ جعفر بن سليمان ممن أعتمدهم مسلم ووقع كثيراً في أسانيد صحيحه. وقد صحَّح الحديث الذهبي كما أفاد ذلك الألباني وصحَّحه ابن جرير كما أفاد ذلك المتقي الهندي، ووصفه ابن حجر العسقلاني بالقوي وأورده ابن حبان في صحيحه وهو تعبير عن تصحيحه له كما هو واضح وأفاد الألباني في السلسة الصحيحة أنه صحيح وان ابن حبَّان صحَّحه وأما الترمذي فقد وصفه بالحسن ثم وصفه بالغريب، ومعنى الغرابة هنا كما هو المصطلح عليه بينهم هو انفراد أحد الرواة برواية الحديث عن صحابي(11). ومن الواضح ان ذلك لا يضر بصحة السند إذا كان مَن انفرد بالرواية عن الصحابي موثقاً صدوقاً، ولا يخفى على العارف بالفقه والحديث انَّ علماء السنة اعتمدوا كثيراً على الحديث الذي ينفرد بروايته عن صحابي راوٍ واحد. خصوصاً إذا كان معتضداً بغيره مما يشترك معه في المضمون. وسيتضح أن لفظ "وليكم بعدي" ورد قريب منه عن النبي (ص) من غير طريق جعفر بن سليمان الضبعي.

هذا ما يتصل بكلمات علماء السنة في سند الحديث وأما كلماتهم في جعفر بن سليمان الضبعي الوارد في سند الحديث فنذكر منها شطراً لتوثيق ما ادعيناه:

1- السيوطي في طبقات الحفاظ: جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري .. وكان ثقة حسن الحديث يتشيع مات سنة ثمان وسبعين ومائه. (12)

2- ابن حبان في كتابه ثقات ابن حبان: جعفر بن سليمان الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة أبو سليمان البصري صدوق زاهد لكنه كان يتشيع. (13)

3- شرح النووي على صحيح مسلم: قلت: وثَّق أكثر الأئمة المتقدمين جعفر بن سليمان، ويكفي في توثيقه احتجاج مسلم به، وقد تابعه غيره. (14)

4- ميزان الاعتدال: جعفر بن سليمان الضبعي نزل في ضبيعه وكان من العلماء الزهاد على تشيعه. (15)

5- ثقات ابن حبّان: قال أبو حاتم: جعفر بن سليمان من الثقات المتقين في الروايات غير انه ينتحل الميل إلى أهل البيت ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث خلاف انَّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها ان الاحتجاج بأخباره جائزة. (16)

6- إرواء الغليل الألباني: قال الذهبي والعسقلاني فيه صدوق. (17)

فالرجل كما لاحظتم ثقة صدوق وثّقه أكثر الأئمة المتقدمين كما أفاد ذلك النووي، وهو من رجال مسلم في الصحيح ويكفي احتجاجه به في توثيقه كما أفاد ذلك النووي، وقد وصفه أبو حاتم بأنه من الثقات المتقين وفي ميزان الاعتدال بأنه من العلماء الزهّاد ووصفه السيوطي بانه حسن الحديث وأفاد أبو حاتم بأنه صدوق مُتقِن.

فليس في الرجل من مغمزٍ سوى أنه يتشيع وذلك لا يضر بصحة الاعتماد على مروياته فقد أفاد أبو حاتم انه لا خلاف بين أهل الحديث في جواز الاحتجاج بأخبار من كان فيه بدعة إذا لم يكن بداعية إلى مذهبه، ولم يثبت ان الرجل كان يدعو لمذهبه بل كانت له روايات في فضائل عمر.

وأما اتهامه بالغلو في التشيع فمنشاؤه ما رُوي عنه أنه كان يبغض الشيخين، وقد أفاد الألباني انه في شك من هذه النسبة وقال: انه لا يلزم من التشيع بغض الشيخين وإنما هو مجرَّد التفضيل، وأما ما رواه ابن حبّان من تصريحه ببغضهما فإن في سند ما رواه جرير بن يزيد بن هارون وهو كما أفاد الألباني في السلسلة الصحيحة انه لم يجد له ترجمة ولا وقف على إسناد آخر لهذا الذي نقله ابن حبّان، وقال الألباني: ومع ان ابن حبّان نقل خبر بغضه للشيخين قال عقب ذلك ان جعفر بن سليمان من الثقات المتقين في الروايات.

فبغضه للشيخين لم يثبت ودعوته لمذهبه أيضاً لم تثبت، ومقدار ما هو ثابت في حقه انه كان يتشيع، وذلك وحده لا يُوجب عدم الاحتجاج بروايته كما أفاد ابن حبّان عن أبي حاتم انه لا خلاف بين أهل الحديث في جواز الاحتجاج بصاحب البدعة إذا كان صدوقاً متقناً ولهذا صحّح ابن حبّان رواية جعفر بن سليمان وصححها غيره ممن ذكرنا أسماءهم وغيرهم ممن لم نذكرهم واعتمده مسلم في صحيحه وروى عنه ما يزيد على عشر روايات بحسب ما وقفنا عليه.

وقد أجاد الألباني حين تعجّب من تكذيب شيخ الإسلام ابن تيمية للحديث وقال: فمن العجيب حقاً ان يتجرأ شيخ الإسلام على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في منهاج السنة كما فعل بالحديث المتقدم... فلا أدري وجه تكذيبه للحديث إلا التسرُّع والمبالغة في الرد على الشيعة. (18)

هذا ما يتصل بالحديث الأول المشتمل سنده على جعفر بن سليمان الضبعي، وأما ما يتصل بالحديث الثاني المشتمل سنده على الأجلح الكندي والذي ورد فيه ان النبي (ص) قال: "لا تقع في عليٍّ فإنَّه مني وأنا منه وهو وليُّكم بعدي" فهو حديث معتبر سنداً أيضاً وليس فيه إشكال إلا من جهة الأجلح الكندي وهو موثق عند الأكثر إلا أنه متهم بالتشيع ورغم ذلك صحّحه الكثير من علماء السنة ممن يعتمد على تصحيحهم.

وهذه هي بعض أقوال علماء السنة في سند الحديث:
1- المناوي في كتابه فيض القدير: أخرج أحمد من طريق الأجلح الكندي عن ابن بريدة عن أبيه... فقال (ص): "لا تقع في عليٍّ فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي".

قال جدنا للام الزين العراقي: الأجلح الكندي وثَّقه الجمهور وباقيهم رجاله رجال الصحيح، وروى الترمذي والنسائي من حديث عمران بن الحصين في قصة طويلة مرفوعاً: ما تريدون من علي، إن علياً مني وأنا من علي وهو وليُّ كل مؤمن بعدي. (19)

2- الهيثمي في مجمع الزوائد قال: ... فقال رسول الله (ص): "لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي" قلت رواه الترمذي باختصار رواه أحمد والبزار، وفيه الأجلح الكندي وثَّقه ابن معين وغيره وضعَّفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح. (20)

وقد أفاد الهيثمي في موضع آخر من كتابه انه: أختُلِفَ في الأجلح الكندي والأكثر على توثيقه. (21)

3- محمد ناصر الدين الألباني في كتابة السلسلة الصحيحة: "لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي"، أخرجه أحمد قلت واسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الاجلح وهو ابن عبد الله الكندي مختلف فيه، وفي التقريب صدوق شيعي، فإن قال قائل راوي هذا الشاهد شيعي وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر وهو جعفر بن سليمان أفلا يُعتبر ذلك طعناً في الحديث وعلَّة فيه؟ فأقول: كلا لان العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق والحفظ وأما المذهب فهو بينه وبين ربه، فقد صحَّح الحديث ابن حبَّان كما رأيت مع انه قال في رواية جعفر في كتابه مشاهير علماء الأمصار كان يتشيع ويغلو فيه بل أنه قال في ثقاته: كان يبغض الشيخين، وهذا وان كنتُ في شكٍ من ثبوته عنه فإنه مما لا ريب فيه انه شيعي لإجماعهم على ذلك، ولا يلزم من التشيع بغض الشيخين وإنما هو مجرَّد التفضيل والإسناد الذي ذكره ابن حبان برواية تصريحه ببغضهما فيه جرير بن يزيد بن هارون ولم أجد له ترجمة ولا وقفت على إسناد آخر بذلك إليه ومع ذلك فقد قال ابن حبان عقب ذلك التصريح وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقين في الروايات غير انه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت ولم يكن بداعية إلى مذهبه وليس بين الحديث من أئمتنا خلاف إن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعه ولم يكن يدعوا إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز، على أن الحديث جاء مفرقاً من طرق أخرى ليس فيها شيعي... وأما قوله: هو ولي كل مؤمن بعدي، فقد جاء من حديث ابن عباس فقال الطيالسي: حدثنا أبو عوانه عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه أن رسول الله (ص) قال لعلي: "أنت ولي كل مؤمن بعدي" وأخرجه أحمد ومن طريقه الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وهو كما قالا ... فمن العجيب حقاً أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيميه على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في منهاج السنة كما فعل بالحديث المتقدم.. فلا أدري وجه تكذيبه للحديث إلا التسرع والمبالغة في الرد على الشيعة. (22)

5- المحب الطبري في الرياض النضرة قال: ومنها وهو أقواها سنداً ومتناً حديث عمران بن حصين... وحديث بريدة لا يقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي خرجه أحمد والحديث الآخر من كنت وليُّه فعلي وليُّه خرجه أبو حاتم... (23)

6- عمرو بن أبي عاصم قال: أخرجه أحمد من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة، وإسناده جيد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أجلح وهو ابن عبد الله بن جحيفة الكندي وهو شيعي صدوق.. (24)

فليس في سند الحديث من إشكال إلا من جهة الأجلح الكندي، والظاهر ان منشأ تضعيفه يتمحَّض في تشيُّعه ورغم ذلك وثّقه الأكثر كما أفاد ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد ووصفه الذهبي وكذلك ابن حجر العسقلاني بالصدوق، ووثّقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان كما أفاد ذلك الألباني(25)، وتضعيف البعض له لما كان ناشئاً عن تشيعه كما هو الظاهر لا يبرر إسقاط الرواية عن الحجيَّة كما اتضح مما تقدم، هذا كله ثانياً.

ثالثاً: إنَّ الإدعاء بأنَّ لفظ "بعدي" ليست بمحفوظة لأنَّها لم ترد إلا في روايتين اشتملت إحداهما على جعفر بن سليمان وهو شيعي واشتملت الثانية على الأجلح الكندي وهو شيعي أيضاً فهذا ليس تاماً، فثمة رواية غير الروايتين اشتملت على لفظ "بعدي" وهي صحيحة الإسناد وليس في طريقها رجل شيعي.

هذه الرواية مذكورة في كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، وهذا هو نص سندها: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط إلى أن قال: قال ابن عباس: وخرج رسول الله (ص) بالناس في غزوة تبوك قال: فقال علي: أخرج معك؟ فقال نبي الله (ص): لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي، قال: وقال رسول الله (ص): أنت وليُّ كل مؤمن بعدي ومؤمنة. (26)

فهذا الحديث اشتمل على لفظ "بعدي" وليس في طريقه رجل شيعي وهو طريق صحيح كما أفاد ذلك الحاكم النيسابوري قال في ذيل الحديث: هذا حديث صحيح الإسناد.(27)

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ورواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين.

وقال الألباني في كتابه السلسلة الصحيحة فقد جاء من حديث ابن عباس فقال الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه أن رسول الله (ص) قال لعلي: أنت وليُّ كل مؤمن بعدي. وأخرجه أحمد ومن طريقه الحاكم وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وهو كما قالا.(28)

وقال ابن كثير في تاريخه: أخرج أبو داود الطيالسي عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس ان رسول الله (ص) قال لعلي (ع): "أنت ولي كل مؤمن بعدي" والإسناد كما مر غير مرة صحيح رجاله كلهم ثقات.(29)

رابعاً: وردت مجموعة من الروايات بطرق مختلفة اشتملت صريحاً على انَّ علياً (ع) وليُّ المؤمنين بعد رسول الله (ص)، فلتكن هذه الروايات مؤيَّدة للروايات الثلاث التي ذكرناها:

الرواية الأولى: ما رواه الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن وهب بن حمزة قال: صحبت علياً من المدينة إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت إلى رسول الله لأشكونك إليه، فلما قدمت لقيت رسول الله (ص) فقلت: رأيت في عليٍّ كذا وكذا، فقال (ص): "لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي".(30)

رواها أيضاً أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة.(31)

وعلّق الهيثمي على سندها وقال: رواه الطبراني وفيه دُكين ذكره ابن أبي حاتم، ولم يُضعِّفه أحد، وبقية رجاله وثّقوا.(32)

ورواها ابن حجر العسقلاني في الإصابة إلا أنه ذكر ان وهب بن حمزة قال: فذكرتُ علياً لرسول الله (ص) فنلت منه، فقال (ص): "لا تقولن هذا لعلي فإنه وليكم بعدي".(33)

وكذلك رواها ابن كثير في البداية والنهاية.(34)

الرواية الثانية: ما رواه المتقي الهندي في كنز العمال عن علي (ع) نزلت هذه الآية ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ إلى أن قال: ثم قال لهم –رسول الله (ص)- مَن يُبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليكم من بعدي، فمددتُ يدي وقلتُ: أنا أُبايعك، وأنا يومئذٍ أصغر القوم عظيم البطن، فبايعني على ذلك. قال أخرجه ابن مردويه.(35)

الرواية الثالثة: في كتاب سبل الهدى والرشاد قال: روى الخطيب والرافعي عن علي ان رسول الله (ص) قال: "سألت فيك خمساً فأعطاني أربعاً ومنعني واحدة فأعطاني فيك أنك أول مَن تنشقُّ الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي معك لواءُ الحمد وأنت تحمله، وأعطاني إنك وليُّ المؤمنين من بعدي".(36)

الرواية الرابعة: ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء بسنده عن حذيفة قال: قال رسول الله (ص): "من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها: كوني فكانت، فليتولَّ عليَّ بن ابي طالب من بعدي".

قال رواه شريك أيضاً عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ورواه السدي عن زيد بن ارقم. (37)

وفي كتاب المستدرك للحاكم النيسابوري روى بسنده عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (ص) : "من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد الذي وعدني ربي فليتولّ عليَّ بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة".

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. (38)

فهذه الرواية التي رواها الحاكم وإن لم تكن تشتمل على لفظ (بعدي) ولكن مقتضاها هو البعدية، إذ لا معنى لثبوت ذلك لعلي (ع) مع وجود رسول الله (ص) وليس المراد من التولَّي هنا هو المحبة إذ لا يتناسب ذلك مع التعليل الوارد في ذيلها وهو انه لن يُخرجكم من هدى ولن يُدخلكم في ضلالة.

الرواية الخامسة: ما رواه في المنتخب من ذيل المذيل بسنده عن زياد بن مطرف قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: "من أحبَّ أن يحيا بحياتي ويموت بموتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي قضباناً من قضبانها غرسُها في جنة الخلد فلتولَّ عليَّ بن أبي طالب وذريته من بعده فإنهم لن يخرجوهم من باب هدى ولن يدخلوهم في باب ضلالة".(39)

الرواية السادسة: ما رواه الشجري في الأمالي الشجرية بسند عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): "من سرَّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدنٍ التي غرسها ربي بيده فليتولَّ عليَّ بن أبي طالب وأوصياءه، فهم الأولياء والأئمة من بعدي أعطاهم الله علمي وفهمي وهم عترتي من لحمي ودمي...". (40)

هذا ما يرتبط بالبحث حول أسانيد الأحاديث الثلاثة أعني قوله (ص): "إنَّ علياً مني وأنا منه وهو وليُّ كل مؤمن بعدي" وقوله (ص): "فإنَّ علياً مني وأنا منه وهو وليكم بعدي" وقوله (ص) لعلي: "أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي ومؤمنه".

وأما البحث حول دلالة هذه الأحاديث الشريفة فهو بلا مبرِّر بعد أن كان ظهورها من الوضوح بحيث لا يكاد يخفى على مَن كان له أدنى فهمٍ بسياقات ومداليل الكلام العربي.

فلفظُ الولي وإن كان قد تعددت موارد استعماله إلا ان ذلك لم يقتضِ خفاء المراد من هذا اللفظ بعد ان كان استعماله في كلِّ مورد مكتنفاً بقرينة أو قرائن تكشف عما يريده المتكلم من هذا اللفظ، ولو اتفق إجمال المراد في بعض الاستعمالات نتيجة خلو الكلام عن أيِّ قرينة كاشفة عما يريده المتكلم من استعماله لهذا اللفظ فإن المقام لم يكن كذلك فهو كما سيتضح مشتمل على عدة من القرائن الموجبة للقطع بمراد النبي الكريم (ص) من لفظ الولي الوارد في الأحاديث المذكورة.

فلفظُ الولي وإنْ كان قد استُعمل بمعنى النصير والمحب والصديق والحليف وابن العم ومطلق القريب إلا انه استُعمل أيضاً في القيّم الذي له التدبير، فيقال لمن له القيام بتدبير شئون المولَّى عليه وحفظه ورعاية مصالحه يُقال له ولي بل إنَّ استعمال هذا اللفظ في هذا المعنى هو الأكثر شيوعاً في الاستعمال، فوليُّ اليتيم هو مَن له الحق في انْ يُدبّر شئونه ويحفظ أمواله ويرعى مصالحه، ووليُّ المجنون والصغير هو مَن كان كذلك أيضاً، والوليُّ على البكر هو القيّم عليها ومَن له الحق في ان يأذن في نكاحها أو ان لا يأذن تبعاً لما يراه من المصلحة.

ووليُّ الوقف هو من له الولاية والحق في تدبير شأن الوقف والقيام على رعايته وحمايته وصرف أمواله في المصارف المقررة.

والولي على الرعية هو القيم والمدبِّر والسائس لشئونها والحافظ لمقدراتها.

وهذا المقدار وهو استعمال الولي فيما ذكرناه ليس مورداً للنزاع، وإذا كان ثمة من نزاع فهو فيما أراده النبي (ص) من قوله: "علي وليكم بعدي"، فهل أراد من قوله: "وليكم" هو ناصركم أو حليفكم أو محبكم أو صديقكم أو قريبكم.

ان تمام هذه المعاني لا تستقيم مع قوله "بعدي" فالقرابة النسبية لو كانت ثابتة لأحدٍ فهي لا تنتظر موت آخر وكذلك المحبة والصداقة، فما معنى ان يكون علياً محباً أو صديقاً لهم بعد وفاة رسول الله (ص)، وهل كان علي عدواً لهم قبل وفاته أو مبغضاً لهم حتى يكون حاله بعد الوفاة مغايراً لما هو عليه قبل الوفاة، وكذلك لا معنى لإرادة الناصر من قوله: "وليكم بعدي" لان علياً كان نصيراً للمؤمنين كما كان غيره كذلك، فهذه المعاني لا يصح استظهارها حتى لو يكن الحديث مشتملاً على كلمة بعدي، إذ لا خصوصية لعلي مقتضية لوصفه بهذه المعاني، فالإخبار بها أشبه شيء بالإخبار عن زيد بأنه يأكل ويشرب، فالإخبار عن ذلك لا يصدر إلا لغرض السخرية بالمُخبَر عنه أو السخرية بالمتلقِّي للخبر بأن كان محتاجاً لتذكيره بأمرٍ لم يكن ينبغي ان يخفى عليه، وسياق الأحاديث لم يكن كذلك كما هو واضح.

فهذه المعاني لا يصح استظهار إرادتها من الأحاديث المذكورة لو لم تكن مشتملة على لفظ "بعدي" فكيف وهي مشتملة على هذه الكلمة المقتضية للاستبعاد التام لاحتمال إرادة أحد هذه المعاني.

وأما احتمال إرادة الحليف من قوله: "وليكم بعدي" فهو أبعد الاحتمالات، لان الحليف إما أن يُطلق على الرجل الذي ليس له أصل في قبيلة من القبائل فيتحالف مع قبيلة على ان ينصروه وينصرهم ويساهموا في أداء ما قد يلزمه من ديّات ويساهم هو في ما قد يلزمهم من ديّات فحينئذٍ يكون حليفاً لهذه القبيلة.

وقد يُطلق الحليف على كل فردٍ من أفراد قبيلة بالإضافة إلى قبيلة أخرى إذا وقع بين القبيلتين تعاهد وتحالف على النصرة والمؤازرة، فيقال لكل فردٍ من أفراد القبيلة الأولى انه حليف القبيلة الثانية وكذلك العكس.

فقد يُطلق على الحليف لفظ الولي والمولى إلا أن إرادة معنى الحليف من قوله: "علي وليُّ كل مؤمن بعدي ومؤمنه" وقوله: "علي وليُّكم بعدي" في غاية البعد، إذ ان المعنى الأول لم يكن ثابتاً لرسول الله (ص) حتى يثبت لعليٍّ بعد وفاته والثاني لو كان ثابتاً لرسول الله (ص) باعتباره من هاشم أومن قريش فهو ثابت لعلي في حياة رسول الله (ص) فهو من بني هاشم ومن قبيلة قريش كما هو رسول الله (ص) فلا معنى لأنْ يُعلِّق اتصاف علي بهذا العنوان على وفاته، على أن رسول الله (ص) لم يكن حليفاً بالمعنى المذكور لعموم المؤمنين حتى يثبت ذلك لعلي بعد وفاة الرسول (ص).

وبذلك يتعين المراد من قوله: "علي ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة" فالسمة الأبرز التي تميِّز طبيعة العلاقة بين الرسول (ص) وعموم المؤمنين هي أنه قائدهم والقيِّم عليهم والمدبِّر لشئونهم وصاحب الأمر والنهي بينهم، وهذا هو معنى الولي إذا أضيف إليه بلحاظهم وإلا فالمعاني الأخرى يتساوى فيها معهم فالمناسب حين يريد إعطاء الولاية لأحد بعد موته أن يُعطي ما يختص به من المعاني المذكورة دون غيره على أن أكثر المعاني المتقدمة غير قابلة للإعطاء فالقرابة والمحبَّةُ والمصاهرة وحتى النصرة غير قابلة للإعطاء.

ولو أراد الرسول (ص) الإخبار عن طبيعة العلاقة بين عليِّ وبين عموم المؤمنين بعد وفاته فإنه لا يصح أن يُخبر عن أمرٍ هو متحقق قبل الوفاة فيعلِّقه على الوفاة.

على أن سياق الأحاديث الثلاثة يأبى الحمل على غير الولاية بمعنى القيمومة والقيادة، فسياق الحديث الأول وكذلك الثاني هو أن جماعة من المؤمنين جاؤوا يشكون علياً لرسول الله (ص) وانتقصوا من شأنه عنده فبان الغضبُ على وجه رسول الله (ص) فقال: "إن علياً مني وأنا منه" فلو كان يريد أنَّه صهره وابن عمه لكان في هذه الفقرة كفاية لإفادة هذا المعنى، فلو أراد اردافها بفقرة أخرى للتأكيد لكان عليه أن يجعل الضمير للمتكلم فيقول "علي وليي" لا أن يجعل الضمير للمخاطب في الحديث الأول ويجعل متعلَّق الولاية عموم المؤمنين في الحديث الثاني، ولو قيل أنه أراد تذكيرهم بأن علياً محب لهم أو ابن عمهم أو صهرهم أو نصيرهم أو حليفهم لو أراد التذكير بذلك لما كان لكلمة "بعدي" محل في كلامه، على أنه لم يكن صهراً أو قريباً أو حليفاً لعموم المؤمنين.

فليس ثمة من معنىً مناسب لهذا السياق إلا إرادة الإخبار بأن علياً هو الأحق بأن يكون في موقعي بعد وفاتي، فإذا كان هذا هو مقامه فلا ينبغي أن تقعوا فيه وتنتقصوا من شأنه.

وبتعبير آخر: إنَّ النبي (ص) كان في مقام ردعهم عن الانتقاص من علي (ع) ولا يصلح شيء من المعاني المذكورة للردع عن ذلك، فهم قد توهموا أن اصطفاء عليٍّ لجارية من السبي خارج عن صلاحياته وهو من الغلول والتعدي على الغنيمة بغير وجه حق، فهل يدفع هذه الشبهة أنه صهر لهم أو قريبهم أو نصيرهم أو حليفهم، إن الذي يدفع هذه الشبهة عن علي (ع) هو أنه في مقام الولاية وأنه الأجدر بها بعد النبي (ص) فإذا كان كذلك فلن يفعل إلا ما هو جائز شرعاً لأنه لم يستحق هذا الموقع إلا لأنه عارف بما هو مشروع وما هو غير مشروع، فكأن النبي (ص) أراد أن يقول للمتوهمين بأن علياً قد تجاوز شرع الله أراد أن يقول لهؤلاء الذين جاءوا لانتقاصه إنَّ علياً إذا كان هو وليكم بعدي فهذا يقتضي أن يكون عارفاً بما يفعل، فمثل هذا المعنى يكون وحده المناسب لدفع شبهتهم وردعهم عما ارتكبوه في حق علي (ع) من انتقاص.

فإذا كان الغرض من قوله: "هو وليكم بعدي" هو التذكير فهو التذكير بموقعه بينهم بعده المقتضي لتميُّزه عليهم بالمعرفة والإحاطه بما هو مشروع له وما هو غير مشروع له فهو قد أراد تذكيرهم بأمر طالما بينه لهم في مناسبات عديدة وبخطابات مختلفة فعبَّر عنه بالوصي والخليفة والوارث لعلمه ونزَّله منزلة هارون من موسى وأفاد أنه مع القرآن ومع الحق يدوران معه حيثما دار، وخلَّفه مع الثقل الأول في أمته وأفاد أنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض وأنَّ التمسُّك بهما أمان من الضلال.

وأما سياق الحديث الثالث الوارد عن ابن عباس فكان هو بيان ما امتاز به علي على سائر الأمة.

لذلك أفاد في صدر كلامه: "... وقعوا في رجلٍ له بضع وعشرة فضائل ليست لأحدٍ غيره" ثم أخذ يستعرضها واحدة تلو الأخرى فكان منها قوله (ص): "أنت وليُّ كل مؤمنٍ بعدي ومؤمنة" ، فلو كان مراد النبي (ص) من الولي هو أحد المعاني المذكورة غير القيمومة وولاية الأمر لما كانت تلك من الفضائل التي لم تكن لأحدٍ غيره بل لما كانت من الفضائل التي تستحق التنويه عليها بعد أن كان أصاغر الصحابة واجداً لها بل انَّ بعض المعاني لو كانت هي المراد من الولي لما كانت من الفضائل أصلاً، فأي فضيلة ان يكون الرجل صهراً للمؤمنين أو مِن قرابتهم أو ان يكون حليفاً لهم، فمثل ذلك يتفق اتصاف غير المؤمنين من الصحابة بها.

وبما ذكرناه يتعين المراد من قوله (ص): "وليكم بعدي وولي كل مؤمن بعدي" في الولاية بمعنى القيمومة والإمامة ويتأيد ذلك بما ورد عن النبي (ص) انه قال في علي (ع): "هو أولى الناس بكم بعدي".

وقد روى هذا الحديث الطبراني في المعجم الكبير وعلّق عليه الهيثمي بأنَّ رجال سنده وُثِّقوا إلا دُكين ذكره ابن أبي حاتم ولم يُضعِّفه أحد.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور
28 رجب 1429هـ
____________________
1- سنن الترمذي: ج2/174.
2- المستدرك على الصحيحين: ج10/382.
3- صحيح ابن حبان: ج28/400.
4- كنز العمال: ج13/142.
5- السلسلة الصحيحة: ج5/222.
6- صحيح وضعيف الجامع الصغير: ج22/35.
7- صحيح وضعيف سنن الترمذي: ج8/212.
8- الإصابة في معرفة الصحابة: ج2/271.
9- الرياض النضرة: ج1/104.
10- جمع الجوامع: ج7 / ص251.
11- التقريب والتيسير في معرفة أصول الحديث لابن شرف النووي.
12- طبقات الحفاظ: ج1/19.
13- ثقات ابن حبان: ج6/140.
14- شرح مسلم: ج1/415.
15- ميزان الاعتدال: ج1/415.
16- ثقات ابن حبّان: ج6 / ص140.
17- إرواء الغليل: ج4 / ص46.
18- السلسلة الصحيحة: ج5 / ص122.
19- فيض القدير: ج4/471.
20- مجمع الزوائد: ج4/137.
21- مجمع الزوائد: ج1/189.
22- السلسلة الصحيحة: ج5/222.
23- الرياض النضرة: ج1/104.
24- كتاب السنة: 551.
25- السلسلة الصحيحة: ج3 / ص167.
26- فضائل الصحابة: ج3 / ص146.
27- المستدرك على الصحيحين: ج5 / ص359.
28- السلسلة الصحيحة: ج5 / ص222.
29- البداية والنهاية: ص7 / ص345.
30- المعجم الكبير: ج16 / ص9.
31- معرفة الصحابة: ج19 / ص55.
32- مجمع الزوائد: ج9 / ص109.
33- الإصابة في معرفة الصحابة: ج3 / ص249.
34- البداية والنهاية: ج7 / ص281.
35- كنز العمال: ج13 / ص141.
36- سبل الهدى والرشاد: ج11 / 296، تاريخ بغداد: ج2 / ص229.
37- حلية الأولياء: ج1/45.
38- المستدرك على الصحيحين: ج10 / ص447.
39- المنتخب من ذيل المذيل: ج1 / ص83.
40- الأمالي الشجرية: ج1 / ص111.
http://www.alhodacenter.com/upgrade/index.php?page=question&qID=5175

الثلاثاء، 5 مايو 2009

سلسلة تناقض الصحيحين

كتب العضو (معد) في شبكة هجر الثقافية :

بسم الله الرحمن الرحيم
سنعرض لك على شكل مجاميع نماذج من التناقض والذي يبين ان الصحيحين لايمكن أن يكونا كذلك ولو كانا صحيحين لما وجدنا فيهما اختلافا او تناقضا
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) النساء 82 ,
نعم ربما يحاول البعض ان يجمع بين الروايات لرفع هذا الأختلاف وربما نقبل بتصحيح واحدة من الروايات المتعارضة والمتضاربة في الصحيحين أو أثنين اوثلاث ولكنه لايستطيع ان يوفق او يصحح الجميع وهذا يعني ثبوت التضارب والتناقض وبهذا نستدل على ان ليس كل ماورد في الصحيحين صحيح ولاندعي أنا استقصينا كل التناقض بل هذه نماذج ومن يتمعن يجد الكثير .

1- صحيح البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب لايتحرّى الصّلاة قبل غروب الشّمس (عن معاوية قال إنّكم لتصلّون صلاة لقد صحبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فما رأيناه يصلّيها ولقد نها عنهما يعني الركعتين بعد العصر) .
وفي صحيح البخاري باب مايصلّي بعد العصر مايناقض ذلك في حديث ( عن عائشة قالت (ركعتان لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعهما سرّاً ولا علانية قبل الصّبح وركعتان بعد العصر) .

2- صحيح مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب الرّكعتين في المسجد لمن قدم من سفر أوّل قدومه الحديث الثّالث في الباب عن كعب بن مالك أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لايقدم من سفر إلاّ نهاراً في الضّحى فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه).
والحديث يتعارض مع ما في :
صحيح مسلم كتاب الرّضاع (النّكاح ) باب استحباب نكاح البكر الحديث الثّالث في الباب عن جابر بن عبدالله قال كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة فلمّا أقبلنا تعجّلت على بعير لي قطوف(1) فلحقني راكب خلفي فنخس بعيري بعنـزة كانت معه فانطلق بعيري كأجود ماأنت راء من الإبل فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه و سلم فقال مايعجلك ياجابر قلت يارسول الله إني حديث عهد بعرس فقال أبكراً تزوّجتها أم ثيّباً قال قلت بل ثيّباً قال هلاّ جارية تلاعبها وتلاعبك قال فلمّا قدمنا المدينة ذهبنا لندخل فقال أمهلوا حتى ندخل ليلاً أي عشاءً كي تمتشط الشّعثة وتستحدّ المغبّة قال وقال إذا قدمت فالكيس الكيس) .
فالحديث الأوّل يقرّر أنّ الدّخول لايكون إلاّ نهاراً وفي هذا الحديث يأتي النّبيّ صلى الله عليه وآله نهاراً ولايدخل بل ينتظر الليل وفيه من التضاد ما لايخفى.

3- صحيح البخاري كتاب الجنائز باب قول النّبيّ صلى الله عليه و سلم يعذّب الميت ببعض بكاء أهله .. قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه لعمر بن عثمان (ألا تنهى عن البكاء ؟ فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه).
وفي الحديث الذي بعده بنفس الباب(..فقال عمر رضي الله عنه ياصهيب أتبكي عليّ وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إنّ الميت يعذّب ببعض بكاء أهله عليه ).
الحديثان السّابقان يتناقضان مع الحديث التالي بنفس الباب عن ابن عباس رضي الله عنه فلمّا مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت رحم الله عمر والله ماحدّث رسول الله صلى الله عليه و سلم أنّ الله ليعذّب المؤمن ببكاء أهله عليه لكنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه وقالت حسبكم (ولاتزر وازرة وزر أخرى ) .وفي صحيح البخاري كتاب المغازي باب قتل أبي جهل ( عن عائشة فقالت إنما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه ليعذب بخطيئته وذنبه وإنّ اهله ليبكون عليه الآن).

4 ـ صحيح البخاري كتاب الغسل باب مايصيب من فرج المرأة الحديث الأوّل في الباب( خالد الجهنيّ أخبر أنّه سأل عثمان بن عفان فقال أرأيت إذا جامع الرّجل امرأته فلم يمن قال عثمان يتوضّأ كما يتوضأ للصّلاة ويغسل ذكره قال عثمان سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألت عن ذلك عليّ بن أبي طالب والزّبير بن العوّام وطلحة بن عبيدالله وأبيّ بن كعب رضي الله عنه فأمروه بذلك قال يحيى وأخبرني أبو سلمة أنّ عروة بن الزّبير أخبره أنّ أبا أيوب أخبره أنّه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم.
وهو لا ينسجم مع ما في
ا - صحيح مسلم كتاب الحيض باب نسخ الماء من الماء ووجوب الغسل بالتقاء الختانين . الحديث الثّاني عن أبي موسى الأشعريّ قال اختلف في ذلك رهط من المهاجرين والأنصار فقال الأنصاريّون لايجب الغسل إلاّ من الدّفق أو من الماء وقال المهاجرون بل إذا خالط فقد وجب الغسل قال قال أبو موسى فأنا أشفيكم من ذلك فقمت فاستأذنت على عائشة فأُذن لي فقلت لها ياأمّاه أو ياأم المؤمنين إني أريد أن أسألك عن شيء وأني أستحيك فقالت لاتستح أن تسألني عما كنت سائلا عنه أمّك التي ولدتك فإنّما أنا أمّك قلت فما يوجب الغسل قالت على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل.
ب - وفي الحديث الآخِر في الباب عن عائشة زوج النّبيّ صلى الله عليه و سلم قالت إن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الرّجل يجامع أهله ثم يكسل هل عليهما الغسل وعائشة جالسة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل.!!
وهذه الأحاديث واضحة التناقض ولايمكن أن نحملها على النّسخ لأنّ الخلاف وقع بين المهاجرين والأنصار ونرى أنّ من يقول بالغسل هم المهاجرون وأمّا الأنصار فيقولون بعدم الغسل ولو كان الحكم منسوخاً وكان الحكمُ الأوّلُ هو عدمَ الغسل لكان هذا قول المهاجرين لأنّهم أعرف بالأحكام الأولى من الأنصار فقد نزل القرآن بمكّة بين أظهرهم شطراً من الزّمن وبعد ذلك دخل الأنصار في الإسلام و أنت ترى المهاجرين يقولون بالغسل والأنصار يقولون بعدمه. هذا أولاً،
وثانياً إنّ مثل هذا الحكم المهمّ والمبتلى به النّاس لايمكن أن يجهله الصّحابة لوجودهم حول النّبيّ صلى الله عليه و سلم وهم حريصون على أخذ الشريعة وقد جاء في الصحيح إنّ عمر كان له بيت بعيد عن المسجد فكان ينزل هو يوماً وينزل صاحبه يوماً فيأتي بالأخبار الحادثة والشريعة النّازلة على النّبيّ كلّ من ينـزل منهم إلى المدينة اللهمّ إلاّ أن نقول أنّ النّبيّ صلى الله عليه واله وسلم قصّر في تبليغ الشريعة ولم يبذل الجهد في إيصالها للنّاس وحاشا النّبيّ صلى الله عليه واله و سلم من ذلك .

5-صحيح مسلم كتاب الحج باب جواز التمتع (عن أبي ذر رضي الله عنه قال كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ) هذا الحديث يتناقض مع ماروي في نفس الكتاب باب جواز العمرة في اشهر الحج( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه عمرة استمتعنا بها فمن لم يكن عنده الهدي فليحل الحل كله فإن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة)
يتبع ان شاء الله

http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402976063